استهداف مطار دمشق…رسائل أميركية –ايرانية على الساحة السورية؟
أشارت “القناة 12” الإسرائيلية الى ان سلاح الجو الإسرائيلي تعمد قصف مدرجين في مطار دمشق الدولي، لوقف تهريب السلاح والمنظومات القتالية عبر الطيران المدني، وأن استهداف المدرجين، جاء بهدف إحباط محاولات إيران لتهريب منظومات دقيقة إلى “حزب الله” اللبناني، وضمنها تجهيزات تستخدم في تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ ذات دقة إصابة عالية، معتبرة ان القصف أُحبط 70% من عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا من إيران، مؤكدة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رصدت خلال الفترة الأخيرة تكثيف الإيرانيين الجهود لإدخال أسلحة “كاسرة للتوازن” إلى سوريا، مخصصة لمشروع “تطوير صواريخ دقيقة”.
وتجري الاستعدادات لبناء “تحالف دفاعي إقليمي” مع دول الخليج، ومنها السعودية والعراق، حيث ستُنشر الرادارات في جميع هذه البلدان لتحديد مواقع الطائرات من دون طيار التي تنطلق من داخل أو عبر أراضيها، لمساعدة الدول الأخرى في التحالف على الاعتراض، بحسب القناة.
وفي السياق، ترى اوساط دبلوماسية عربية، أن الغارة عطلت حركة الطيران بعد ان عطلت المدارج لمنع هبوط طائرة ايرانية كانت تنقل سلاحا الى “حزب الله” (مسيرات) بعد وصول طائرة منذ اسبوع. وان اسرائيل هدفت من خلالها بعث رسالة في اكثر من اتجاه الى ايران وسوريا وحزب الله، بغية منع طهران من تزويد “الحزب” بمسيرات متطورة تستخدمها ضد منصة استخراج الغاز في كاريش، في حين يكشف خبير عسكري بأن الولايات المتحدة تزود اسرائيل بالصور الجوية والاحداثيات لمواقع الحرس الثوري الايراني وحزب الله في ريف دمشق حيت مستودعات واسلحة وذخائر لحزب الله. فهل تدخل في إطار الحرب على المكشوف بين الولايات المتحدة وايران على الساحة السورية؟
رئيس مركز “الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة” العميد الركن الدكتور هشام جابر يؤكد لـ”المركزية” ان “اسرائيل تبعث برسالة لايران ولحزب الله، تدخل في نطاق عرض العضلات وإظهار القوة والحرب النفسية، والتي تترافق مع التهديد الذي أطلقه رئيس الاركان الاسرائيلي حول تدمير لبنان. لكن ما أعلنوه بأن هدفهم منع الطائرات من حمل سلاح متطور فهذا غير منطقي، لأن السلاح يتدفق إلى لبنان، وليس بالضرورة عبر المطار. قد يكون المطار إحدى الوسائل لكن هناك وسائل أخرى أكثر أمانا كالطرق البرية. وحتى لو كان المعبر العراقي السوري “البوكمال” عبر البادية السورية، مراقبا من قبل الاميركيين إلا أن الطريق مفتوح من معابر عدة. وثانيا هناك الطريق البحري، حيث لا تجرؤ اسرائيل على ضرب مرفأ طرطوس، كما ان هناك مطار اللاذقية”.
وعن علاقة الضربات بالنفط والغاز، يقول جابر: “لا أعتقد ان اسرائيل تستعمل القوة أو ستستعملها من أجل حماية النفط والغاز. حتى أن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير لم يحمل تهديدا او إعلان حرب بل هو تحذير وتنبيه من الاعتداء على لبنان لأنه يملك سلاحا للمواجهة. وهذا يدخل ضمن مبدأ “إظهار القوة حتى لا تستعملها”.
ويضيف: “الملف الاسرائيلي ضعيف بينما الموقف قوي لأن كل اسرائيل تساند هذا الملف وتدعمه، ومدعوم من الولايات المتحدة. الملف اللبناني قوي ولكن الموقف ضعيف. نأمل ان يصبح الموقف اللبناني قويا”، مؤكداً ان “هناك ثلاثة شروط في المفاوضات التي يجب ان يعتمدها لبنان من أجل الحصول على حقوقه في مفاوضاته على الحدود البحرية مع اسرائيل، اولا ملف قوي وهنا يمكن التأكيد ان ملف الجيش كامل ومتماسك، وثانيا الموقف الموحد شعبا ومسؤولين، وثالثا والأهم التفاوض من موقع القوة، وقوتنا في الردع، أي إرسال رسالة الى اسرائيل مفادها ان لبنان لا يريد الحرب ولكن في حال حصول أي إشكال عسكري فمن الممكن ان يتطور وعندها سيتدخل “حزب الله” لمساندة الجيش. فهل تريدون الحرب؟ بالطبع اسرائيل لا تريد الحرب لأن لا يمكنها تحمل تداعياتها، وكذلك لبنان، لكن في حال اعتدت اسرائيل فلا لوم اذا تصدى “حزب الله” للعدوان. ومن يطلق الطلقة الاولى هو مسؤول تجاه شعبه والعالم”.
وعن احتمال نشوب حرب في المنطقة يجيب: “هذه حروب صغيرة، لتسجيل نقاط بين ايران وأميركا خاصة مع تعثر الملف النووي، ومن المستبعد ان تتحول الى حرب في المنطقة، لأن الولايات المتحدة غير مستعدة راهنا بأي طريقة ان تتحمل تبعات حرب ممكن ان تندلع وتساند فيها اسرائيل، فلديها ما يكفيها في حرب اوكرانيا وفي تهديد الصين لتايوان. هذا من جهة، اما من جهة تركيا التي تحشد لعملية عسكرية واسعة في شمال سوريا وتم تأجيلها، فعلينا ان نرى تداعياتها على المنطقة في حال حصلت. لكن الاتراك برأيي لن يدخلوا شمال سوريا إلا بالتنسيق مع الروس اولا والاميركيين ثانيا. وهنا أيضا استبعد حصول حرب. كما استبعدها بنسبة 99 في المئة من ناحية اسرائيل. اما ايران فهل لها مصلحة في إشعال حرب في المنطقة؟ لا اعتقد، ايران ذراعها العسكرية في لبنان هو حزب الله، واذا بدأ بالحرب وخسر، تخسر ايران في لبنان وسوريا. كما ان ايران لن تشعل حربا في المنطقة لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة”، مشيرا الى ان الحرب في لبنان قد تجر ايران الى حرب في المنطقة، لأن الجبهة الشمالية الاسرائيلية والجنوبية بالنسبة للبنان إذا فتحت فستمتد الى سوريا وقد تتطور ويدخل الحوثيون بصواريخهم وأنصار ايران العراقيون وعندها قد تتوسع ويتضرر البرّ الايراني. وهذا لا يمكن البحث به ولا أحد يريده، الجميع يظهر القوة والردع ولكن لا أحد تناسبه الحرب في الوقت الحاضر، إلا إذا… لأن لا أحد يعرف ما يحصل من مستجدات او طوارئ، كما ان المواقف تتغير حسب الوقائع على الأرض وقد يصبح العدو حليفا والحليف عدوا”.