إنتخابات طرابلس: أربعة مقاعد سنّية باتت محسومة
دخلت طرابلس أسبوع الحسم الإنتخابي وهو الأخير الذي يفصل عن موعد 15أيار ويعدّ أسبوع النشاط والحركة القصوى لماكينات المرشحين من أجل استقطاب الناخبين لا سيما من لم يقرروا بعد وجهة تصويتهم واختيارهم.
في انتخابات الدائرة الشمالية الثانية (طرابلس، الضنية، المنية) ثمة مؤشرات اقتربت من الوضوح الكلي ومؤشرات أخرى بحاجة إلى مزيد من التبلور وسيكون هذا الأسبوع بالنسبة إليها هو نقطة الحسم. من المؤشرات شبه المحسومة في مدينة طرابلس تقدم كل من اللواء أشرف ريفي وكريم كبارة ومصطفى علوش وفيصل كرامي لأربعة مقاعد من المقاعد السنية الخمسة. في المقابل تنشط ماكينة المرشَح عمر حرفوش وماكينة المرشح إيهاب مطر وتوسّعان مروحتي اتصالاتهما مع الناس والناخبين لحسم المقعد الخامس. ولا يبدو أن هناك أي تقدم بخصوص مرشح جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) طه ناجي الذي يعتمد على بلوك الأحباش ليس إلا، ولم يكلٍف نفسه عناء الزيارات والتعب الإنتخابي حتى أنه لم يكلّف نفسه بتغيير صورة ترشيحه المستمرة من عدة دورات. نشاط «الجماعة الاسلامية» في طرابلس لم يرق هو الآخر إلى مستوى حصولها على حاصل إنتخابي لأي من مرشحيها سواء في طرابلس أم في الضنية.
هذا على الصعيد السني، أما على الصعيد الماروني وحيث هناك مقعد واحد للمدينة كان يشغله النائب الراحل جان عبيد فإن الصراع سينحصر بشكل أساسي كما يبدو بين مرشحين هما إيلي خوري مرشح «القوات اللبنانية» على لائحة إنقاذ وطن وسليمان عبيد إبن جان عبيد ومرشح ميقاتي على لائحة للناس. ويتكئ خوري على شعارات السيادة والإستقلال لـ»القوات» والتحالف القائم مع اللواء ريفي في حين يتكئ سليمان عبيد على ما يجمع الطرابلسيين في الذاكرة مع والده وعلى دعم الرئيس نجيب ميقاتي له، بينما يغيب جورج شبطيني المرشح على لائحة (كرامي – الصمد) بالكامل عن المنافسة فبات بالأرقام بعيداً من أجواء المنافسة الجدية.
المقعد الأرثوذكسي الطرابلسي أيضاً سيشهد معركة حامية حيث يخوضها في الشكل 7 مرشحين توزعوا على 7 لوائح من اللوائح الـ 11 وهم: رفلي دياب على لائحة كرامي، قيصر خلاط على لائحة «العزم»، شيبان هيكل على لائحة المستقلين «لبنان لنا» (علوش)، الفرد دورة على لائحة «الجمهورية الثالثة» (عمر حرفوش)، جميل عبود على لائحة «القوات – ريفي»، مطانيوس محفوض على لائحة «الجماعة الاسلامية» ومنير دوماني على لائحة «قادرين». أما في المضمون فإن التنافس كما يبدو سيكون بين رفلي دياب، قيصر خلاط وشيبان هيكل. لكن الكلمة الفصل ستكون للاصوات التفضيلية، وما يمكن ان تحققه اللوائح من حواصل، فعدد الناخبين الأرثوذكس لا يتجاوز الخمسة الآف ناخب، وقد نال النائب نقولا نحاس في دورة 2018 حوالى 1057 صوتاً. ويعتبر المقعدان الأرثوذكسي والماروني في طرابلس هما الأسهل كما الأصعب للفوز في آن، بالنظر إلى قلة الأصوات وعدم التركيز عليهما بشكل أساسي، مقابل التركيز على المقاعد السنية والمقعد العلوي.
وماكينة الرئيس ميقاتي الإنتخابية الداعمة للائحة «للناس» لا تبدي اهتماماً بالمقاعد السنية وتترك مرشحيها يخوضون معاركهم بانفسهم باستثناء بعض التركيز الإعلامي على مرشحة اليسار يسن. اتجاهات ميقاتي واضحة هذه المرة وتشبه إلى حد بعيد ما حصل في دورة 2018 عندما فاز مع ميقاتي مرشحوه الماروني والعلوي والأرثوذكسي، ويبدو أن هذا ما تعمل ماكينته عليه، بينما يخوض المرشح كريم كبارة معركته بنفسه بدون أي دعم واضح من ماكينة العزم، على الرغم من أنه يشكّل الرافعة الأساسية للائحة.
وفي الأسبوع الأخير شحذت لائحة المجتمع المدني «إنتفض للسيادة للعدالة» همتها في محاولة منها لتحقيق أي خرق في الجدار الإنتخابي.