ملف المرفأ أمام لحظة الانفجار: نزاع سياسي وطائفي محتدم

ملف المرفأ أمام لحظة الانفجار: نزاع سياسي وطائفي محتدم

الكاتب: فرح منصور | المصدر: المدن
25 نيسان 2025
اعتراضًا على عودة المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ طارق البيطار، زار وفد من “لجنة تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت” المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ووزعوا منشورًا في أروقة قصر عدل بيروت هاجموا فيه البيطار ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، واتهموا القضاء اللبناني بـ”التآمر على دماء الشهداء”.

تتسارع الأحداث في قضية تفجير المرفأ، ومع اقتراب موعد ختم التحقيقات، احتج عدد من الأهالي على عودة البيطار، وقدموا للحجار مستندات تثبت “عدم شرعية البيطار” بحسب أقوالهم. وحسب معلومات “المدن” فإن الأهالي استنكروا استبعاد قاض من الطائفة الشيعيّة في الهيئة الاتهاميّة التي شكلت للبت بدعوى “اغتصاب السلطة” المؤلفة من القضاة إلياس عيد رئيسًا، وربيع حسامي وبيار فرنسيس (مستشارين).

رسائل وتهديدات
بمنظورهم، القضاء يتآمر على فئة من الأهالي. أو بمعنى أدق هناك “مؤامرة على الطائفة الشيعيّة للنيل منها”. وعقب انتهاء اللقاء، توجهوا نحو مكتب البيطار وألصقوا رسالة اتهموه فيها بالاستنسابيّة، وتسييس الملف. حُمّل البيطار مسؤولية “أحداث الطيونة وانشقاق أهالي الضحايا عن بعضهم”. وطالبوه “باستدعاء الجميع من دون أي تسويات من شأنها إشعال الشارع مرة أخرى”، وختمت الرسالة بعبارة “من الآن نحملك مسؤولية ما قد يحصل لنا في الشارع خلال تحركاتنا الوشيكة”.

بات واضحًا أن ملف المرفأ يقترب من لحظة الانفجار التي جُمدت لأكثر من عامين، لأن الملف أدخل في نفق الطائفية التي من شأنها تحريك الشارع مرةً أخرى، والمؤكد أن هذا الملف تحوّل منذ سنوات من ملفٍ قضائيّ إلى ملف طائفيّ وسياسيّ. وعلى الرغم من أن استراتيجية البيطار المعتمدة مؤخرًا، والتي أتاحت أمام كل المدعى عليهم حضور جلسات الاستجواب من دون أن يتم تسطير أي مذكرات توقيف بحقهم، قد نجحت بتهدئة الأمور خلال هذه الأشهر، لكن لا يمكن أن نُخفي أن المعركة الأساسية داخل القضاء اللبنانيّ ستبدأ في أيار المقبل، لحظة تحديد مواعيد جلسات استجواب القضاة.

يستكمل البيطار مرحلة استجواب الشخصيات السياسيّة، وحُدد يوم غد الجمعة موعدًا لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب على أن يتم بعدها استجواب الوزير السابق غازي زعيتر.

المباحث الجنائية المركزية لم تتمكن من تبليغ دياب بموعد استجوابه، لكونه كان خارج البلاد خلال الأيام الماضيّة، إلا أن معلومات “المدن” تشير إلى أن دياب “سيحضر جلسة استجوابه على الرغم من عدم تبليغه، وقد عاد إلى لبنان منذ يومين، وزار مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ عبد اللطيف دريان، وتناقشا في قضية المرفأ، وقدّم له نصيحة بحضور جلسة الاستجواب، وبعدها زار رئيس مجلس النواب نبيه بري”.

التحقيق مع القضاة
وعلى الرغم من حساسيّة مرحلة استجواب الشخصيات السياسيّة، إلا أن المرحلة الأخيرة من الملف ستكون الأشد داخل قصر عدل بيروت، وهي لحظة استجواب القضاة، خصوصًا بعد أن يطلب البيطار من النيابة العامة التمييزية تبليغ القضاة بمواعيد جلساتهم. ولم تتوضح بعد الآلية التي سيعتمدها الحجار في تعاطيه مع القضاة خلال تلك المرحلة الدقيقة. وعلمت “المدن” أن بعض القضاة وافقوا على حضور جلسات استجوابهم، لكن المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات يرفض المثول أمام البيطار في جلسته التي ستحدد لاحقًا.

في المقابل، علمت “المدن” أن الهيئة الاتهامية التي شُكلت للبت بدعوى اغتصاب السلطة ستجتمع مطلع الأسبوع المقبل للبدء بمتابعة هذه الدعوى، وبعد صدور قرار الهيئة الاتهاميّة يُعاد الملف للقاضي حبيب رزق الله.

إذن، يقترب ملف المرفأ من خواتيمه، حين ستختم التحقيقات وتتخذ الإجراءات القانونيّة بحق المدعى عليهم، ويُحوّل الملف للمجلس العدلي.