
خاص- رجّي على خطى البشير… مسؤول يواجه بلا خوف!
أنا شاب لبناني ابلغ من العمر ٢٧ عامًا، نشأت في ظل نظام إداري فاسد ومترهل لم نشهد فيه إلا وعودًا فارغة من المسؤولين الذين يختبئون في مكاتبهم، يقفلون هواتفهم، غير آبهين لمعاناة الشعب، الوساطة سائدة القانون “مغتصب” والدولة “سارحة والرب راعيها”.
اعتدنا على رؤية الوزارات تغرق في الفوضى، حيث المحسوبية والرشاوى هي القاعدة، والموظف الذي لا يلتزم بالقانون يظل في منصبه بلا حساب. لكن فجأة، جاء يوسف رجّي ليكسر هذه القاعدة.
لقد اقتحم وزير الخارجية دائرة المصادقات في سوفيل الأشرفية بنفسه، ورأى الفوضى بعينيه، ولم يساوم، ولم يختبئ وراء كلام فارغ.
وقف مع المواطنين وسمع معاناتهم وقرّر أن يحاسب، وأمام الموظفين المتقاعسين وقال بكل صرامة: “تشتغلوا غصب عنكم!”. مشهد لم أكن أتخيل أنني سأراه في لبنان اليوم او حتى في المستقبل القريب.
كشاب لبناني لم أشهد مثل هذا التصرف من أي مسؤول، لا سيما في دولة تعوّدت على أن يكون الفساد هو السائد، شعرت بأن هذا هو الحدث الذي كنت أنتظره.
رجّي، بكلماته القوية، أعاد إلى الأذهان صرامة الرئيس الشهيد بشير الجميل عندما اقتحم الوزارات في بداية عهده، وقال لا للفوضى، ورفض التراخي.
الوزير رجّي لم يتوقّف عند حدود التوبيخ، بل ذهب أبعد من ذلك عندما أعلن بكل وضوح: “لن أسمح بتدخلات لحماية أي موظف يرتكب خطأ… أنا تيس وما بردّ عحدا!” ليرفع السقف عاليًا في قضية محاربة الفساد في أروقة وزارته.
كلمات لم نكن نسمعها من أي مسؤول، وهي تعني شيئًا واحدًا: زمن الحساب قد بدأ.
لكن في لبنان، حيث يُحارب من يواجه الفساد، يبقى السؤال قائمًا، هل يستطيع رجّي أن يفرض التغيير، أم أن المنظومة ستلتف حوله كما فعلت مع غيره؟
نحن جيل طالما انتظرنا التغيير، والآن نترقب الإجابة.