
تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين والطائرات المسيّرة الحوثيّة: مخاوف أمنيّة جديدة في اليمن
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة أبحاث تسليح النزاعات (Conflict Armament Research) عن تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، ما قد يمنح الطائرات المسيرة الحوثية قدرة أكبر على التخفّي ومدى طيران أطول.
تنتج خلايا وقود الهيدروجين الكهرباء من خلال تفاعل الأوكسجين والهيدروجين المضغوط، ما يؤدّي إلى انبعاث بخار الماء دون حرارة أو ضوضاء تُذكر. في حين أن الطائرات المسيرة التقليدية التي تعمل بمحركات الغاز أو بطاريات الليثيوم يمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 750 ميلاً، فإنّ استخدام خلايا الوقود الهيدروجينية قد يرفع هذا المدى إلى ثلاثة أضعاف، ويجعل اكتشافها أكثر صعوبة عبر المستشعرات الصوتية والأشعة تحت الحمراء.
أظهر التقرير أنّ بعض مكوّنات هذه التقنية تمّ تصنيعها في الصين وتسويقها للطائرات المسيرة، مع وجود خزانات هيدروجين مضغوط تمّ تصنيفها بشكل خاطئ على أنها أسطوانات أكسجين. وتم العثور على هذه الأجزاء في قارب تم اعتراضه قبالة اليمن، إلى جانب صواريخ موجهة، ورادارات، وأجهزة تتبع السفن، ومئات الطائرات التجارية المسيرة.
تعود تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين لعقود ماضية، حيث استخدمتها “ناسا” خلال مهمات “أبولو”، وظهرت لاحقاً في الطائرات المسيرة العسكرية في أواخر العقد الأول من القرن الحالي خلال الحروب الأميركية في العراق وأفغانستان. ومع تطور التقنية، أصبحت هذه الأنظمة خياراً مفضلاً للطائرات المسيرة العسكرية والتجارية نظراً لقدرتها على تخزين طاقة أكبر بثلاثة أضعاف مقارنة ببطاريات الليثيوم، ما يسمح بحمل أوزان أثقل والتحليق لمسافات أطول.
كما أن خلايا الوقود توفر استقراراً أكبر للطائرات المسيرة بفضل تقليل الاهتزازات، ما يساعد على تحسين أداء الكاميرات وأجهزة الاستشعار المستخدمة في عمليات المراقبة والاستطلاع. إضافةً إلى ذلك، فإنها قابلة لإعادة الاستخدام بشكل أكبر من البطاريات التقليدية، ما يجعلها خيارًا أكثر كفاءة واستدامة.
ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه المكونات قد جاءت مباشرة من الصين، وفقاً لما ورد في التقرير، فإنّ امتلاك الحوثيين لهذه التكنولوجيا قد يشير إلى تحوّل في استراتيجياتهم العسكرية، ما يمنحهم قدرة أكبر على تنفيذ عمليات بعيدة المدى بصعوبة أكبر في الكشف عنها.