السلاش المثلج: قنبلة موقوتة في أكواب أطفالنا!

السلاش المثلج: قنبلة موقوتة في أكواب أطفالنا!

الكاتب: جنى جبور | المصدر: نداء الوطن
14 آذار 2025

مع سطوع الشمس الحارقة وارتفاع درجات الحرارة المتزايد، يجد الأطفال في مشروبات السلاش المثلجة (المعروفة بالفريسكو أيضاً) ملاذاً منعشاً يداعب حواسهم. ألوانها الزاهية تلمع في عيونهم، ونكهاتها الحلوة تثير شهيتهم، وقوامها المثلج يمنحهم شعوراً باللذة. مزيج ساحر يجذب الصغار والكبار على حد سواء؛ ولكن، هل تعلمون أن هذه المتعة البريئة قد تحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة؟

في الآونة الأخيرة، دُقّ ناقوس الخطر حول مشروبات السلاش المثلجة التي تحتوي على مُحلّي الغليسرين، لا سيما بالنسبة للأطفال دون سن الثامنة. فقد كشفت دراسات طبية عن حالات خطيرة لأطفال عانوا من أعراض صحية حادة بعد تناولهم هذه المشروبات.

خطر يهدّد الصغار

استند هذا التحذير إلى مراجعة دقيقة للسجلات الطبية لعدد من الأطفال البريطانيين ظهرت عليهم أعراض مرضية خطيرة بعد تناولهم مشروبات السلاش، حيث عانوا من مجموعة أعراض أطلق عليها الأطباء اسم “متلازمة تسمم الغليسرين”؛ وشملت فقدان الوعي، انخفاضاً حاداً ومفاجئاً في نسبة السكر في الدم، وتراكماً للأحماض في الدم، مما يشكل خطراً جسيماً على صحة الأطفال.

يُستخدم الغليسرين كبديل طبيعي للكحول والسكر، ويُضاف إلى مشروبات السلاش للحفاظ على قوامها ومنعها من التجمد. ورغم أن الجهات الصحية في المملكة المتحدة تنصح بعدم تناول الأطفال دون سن الرابعة لهذه المشروبات، إلا أنّ الأطباء في مجلة “أرشيف أمراض الطفولة” البريطانية دعوا إلى مراجعة هذه التوصيات وتوسيع نطاق التحذير ليشمل الأطفال دون سن الثامنة.

حالات خطيرة

كشفت الدراسة أن معظم الحالات التي رصدت وقعت بين عامي 2018 و2024، وتراوحت أعمار الأطفال بين عامين وسبعة أعوام. وتم تشخيصهم في البداية بنقص سكر الدم بعد وصولهم إلى أقسام الطوارئ في مختلف أنحاء المملكة المتحدة وأيرلندا. في هذا الإطار، أكد الباحثون أن تناول مشروبات السلاش التي تحتوي على الغليسرين “قد تُسبب متلازمة سريرية للتسمم بالغليسرين لدى الأطفال الصغار”، داعين الأطباء وأولياء الأمور إلى الانتباه لهذه الظاهرة، مطالبين هيئات الصحة العامة بتوجيه رسائل واضحة للأطفال الصغار، بشأن ضرورة تجنب هذه المشروبات.

من جهتها، نصحت هيئة معايير الغذاء (FSA) بعدم تناول الأطفال دون سن الرابعة مشروبات السلاش التي تحتوي على الغليسرين، كما توصي بالحد من استهلاك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات بما لا يزيد عن كوب واحد يومياً. مع العلم، أن معظم الأطفال الذين تناولوا مشروبات السلاش ظهرت عليهم الأعراض في غضون ساعة من تناول المشروب. ولحسن الحظ، تعافى الجميع بعد تلقي العلاج في المستشفى، وتم نصحهم بعدم شرب السلاش مرة أخرى.

توصيات تناول السلاش

أكد الباحثون ضرورة توفير معلومات شفافة حول تركيز الغليسرين في مشروبات السلاش، مشيرين إلى صعوبة تقدير الجرعة الآمنة في ظل غيابها. كما دعوا إلى تعديل التوصيات المتعلقة باستهلاك هذه المشروبات، بحيث تستند إلى وزن الطفل وليس عمره، أو رفع الحد الأدنى للعمر الموصى به إلى ثماني سنوات.

وختموا مشيرين الى أن مشروبات السلاش لا تحمل أي فوائد غذائية أو صحية، وأن التوصيات المتعلقة باستهلاكها يجب أن تركز على السلامة أولاً وقبل كل شيء.