“الحزب” يشهر السلاح والدولة “تنأى بالنفس”

“الحزب” يشهر السلاح والدولة “تنأى بالنفس”

المصدر: نداء الوطن
11 آذار 2025

صوّب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مسدس “الحزب” إلى رأس الدولة عموماً والسلطة التنفيذية خصوصاً وحدد في إطلالة أمينه العام الأخيرة خريطة عمل الحكومة التي بموجبها عليها أن تنصرف إلى إعادة الإعمار وتصرف النظر عن كل ما له علاقة بسلاح “الحزب”.

وقرأت أوساط وزارية لـ”نداء الوطن” أبعاد مواقف قاسم فقالت، إن هجوم الأخير على وزير الخارجية يوسف رجّي تحديداً كان بهدف بعث رسائل إلى المسؤولين بدءاً برئيسي الجمهورية والحكومة وصولاً إلى الوزراء. وأولى هذه الرسائل، بحسب هذه الأوساط: “لا يمكن أن تتكلموا لغة الوزير رجّي وتسمّوا الأمور بأسمائها، أي ما يتعلق بسلاح “حزب الله” بل عليكم أن تتكلموا لغة رمادية ملتبسة وحمالة أوجه”.

وأضافت الأوساط: “الرسالة الثانية التي بعث بها قاسم هي: “المقاومة باقية ومستمرة في الميدان وسلاحها باقٍ”. وخلصت هذه الأوساط إلى القول: “أما رسالة الأمين العام لـ”الحزب” وهي تتعلق بمعادلة لا إعمار قبل نزع السلاح كما اشترط المجتمع الدولي أن شعار الحكومة الإصلاح والإنقاذ لا قيمة له بلا إعمار “.

في موازاة ذلك، من المقرر  أن تشهد جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها بعد غد الخميس تعيينات أمنية. وعلمت “نداء الوطن” أن اليوم وغداً سيشهدان اتصالات مكثفة بين الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام من أجل حلّ عقدة تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي ومدير عام للأمن العام، فيما شهد ملف تعيين مدير عام للأمن العام حلحلة جزئية بعد تراجع بري عن الإصرار على العميد مرشد الحاج سليمان. وبات واضحاً أن جلسة الخميس ستشهد تعيين قائد جديد للجيش وهو العميد الركن رودولف هيكل، ومدير جديد لأمن الدولة هو إدغار لاوندوس.

كما تردد أن الملف الأمني سيحضر في لقاء اللجنة الخماسية ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة قبل أن تنصرف أيضاً لمتابعة المسار السياسي في لبنان .

وفي إطلالته مساء أمس، ابتعد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام عن ملف سلاح “حزب الله” وركز في المقابل في كلمته خلال رعايته حفل إفطار أقامته رابطة آل سلام على أن “هناك اليوم فرصة جديدة أمام البلد فإما ننجح، وإما سيكون وضعنا أصعب مما هو عليه الآن، أنا واثق من أن هذه الفرصة تحمل الكثير رغم صعوبة الوضع نتيجة الأزمة المالية، وتداعيات العدوان الإسرائيلي وكلفة إعادة الإعمار التي لم تكن في الحسبان، فأول رقم تقديري لإعادة الإعمار كان 8 مليارات دولار في البداية، ثم أصبح11 ملياراً، وفي أول لقاء مع البنك الدولي قالوا لنا إن التقدير الأولي هو 14 مليار دولار، وفي المرة المقبلة يمكن أن يزيد الرقم”. وقال: “نحن باشرنا ورشة إصلاح كبيرة على مختلف الأصعدة لأن الإنقاذ يتطلب مجموعة من الإصلاحات الأساسية، كما أننا أقرب إلى مرحلة إعادة بناء الدولة على صعيد المؤسسات والإدارات، والقيام بورشة إصلاحات مالية اقتصادية كبيرة، لنتمكن من جلب الاستثمارات، فالزمن الذي كانت ترد فيه الهبات إلى لبنان ولّى، ويمكن الآن جلب الاستثمارات التي يلزمها قضاء نظيف ومستقل وهذه ورشة كبيرة”.

وعلّق أحد الوزراء لـ”نداء الوطن” على موضوع جلب الاستثمارات إلى لبنان، فقال: “لن تأتي الاستثمارات إلى لبنان طالما لم ينجز بند نزع سلاح “حزب الله”.

في سياق متصل، شارك وزير الخارجية في الاجتماع الذي عقد في الأردن لدول الجوار السوري، عرض في خلاله المجتمعون كيفية مساعدة الشعب السوري في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره.

وأكد الوزير رجّي أن “الاستقرار في سوريا مهم جداً للاستقرار في لبنان وأن ثمة ملفات مشتركة مع سوريا تحتاج إلى المعالجة ومنها ترسيم الحدود وتهريب السلاح والمخدرات وملف الإرهاب”، واصفاً ما صدر عن وزير الخارجية السوري خلال الاجتماع في هذا الخصوص بـ “الكلام المشجع”، وتمنى “تنفيذه”.

وفي تداعيات التطورات السورية التي برزت شمالاً، قال محافظ عكار عماد اللبكي إن “الأزمة الأخيرة التي حصلت منذ نحو عشرة أيام وما قبل، حصدت نزوحاً كثيفاً إلى سهل عكار وإلى جزء من منطقة الدريب، وغالبية النازحين هم من العلويين وقسم من اللبنانيين، قطعوا من معابر غير شرعية، وسكنوا في القرى العلوية في الجوامع والمنازل”. وأوضح أن عدد العائلات التي وصلت من الساحل السوري إلى عكار بلغ 1476من ضمنها 40 عائلة لبنانية.

وفي تطور لافت، أعلنت الرئاسة السورية مساء أمس، أنه “تم توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم”، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.

ومن الشمال إلى الجنوب، حيث أعلنت قيادة الجيش في بيان: “أنه وبتاريخ 9 /3 /2025، وبعدما فُقِد الاتصال مع أحد عسكريي الجيش، ونتيجة المتابعة والتحقق، تبين أن عناصر من القوات الإسرائيلية المعادية أطلقوا النار عليه أثناء وجوده باللباس المدني في خراج بلدة كفرشوبا عند الحدود الجنوبية، ما أدى إلى إصابته بجروح، ثم نقلوه إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة”. ومن المقرر أن تتسلم قوات “اليونيفيل” اليوم من إسرائيل الجندي اللبناني المصاب لتعيده إلى لبنان .