اعتناء سياسيّ لاستمرار الهدوء بين جبل محسن وباب التبانة

اعتناء سياسيّ لاستمرار الهدوء بين جبل محسن وباب التبانة

الكاتب: مجد بو مجاهد | المصدر: النهار
11 آذار 2025

الاقتتال بين جبل محسن وباب التبانة في سنوات ماضية، كان بمثابة امتدادٍ لاشتعالات سياسية داخلية بين محور “الممانعة” ومعارضيه منتصف 2008 ثم لمواجهات خارجية بعد الانتفاضة السورية عام 2011، فإذا بها تتخذ طابع نيران “حرب الشوارع” بين مواطنين لبنانيين من العلويين والسنّة بعدما بدأت الشرارة في حزيران (يونيو) 2011 في خضمّ تظاهرة مساندة للثورة السورية في طرابلس. ثم اندلعت الإشكالات مع تمدد نار المواجهات المتقطّعة عام 2012 خلال أشهر شباط (فبراير) وأيار (مايو) وآب (أغسطس) بين علويين وتيارات سنيّة، فإذا بها تتّخذ طابع معارك محتدمة في تلك المنطقة اللبنانية بخاصة مع حصول العلويين اللبنانيين المتعاونين مع محور “الممانعة” على مساعدة من النظام السوري و”حزب الله”. ولم تأتِ “رشقات الاقتتال” بنتيجة سوى أنها زعزعت الاستقرار وأسقطت ضحايا وحاولت محاصرة أبناء الشمال اللبنانيّ بمساندة من نظام بشار الأسد.

يحاول نواب الفيحاء إبعاد ارتدادات المواجهات التي اندلعت في الساحل السوريّ في الأيام الماضية عن لبنان، مع ترقّب للوضع بخاصة أن هناك عائلات علوية نازحة من الساحل السوري إلى عكار منها اتجهت بعدئذٍ إلى جبل محسن. ويحمل بعض النازحين الجنسية اللبنانية ونزحوا إلى مقرّبين منهم في عكار أو جبل محسن. وثمة إحداثيات عن نازحين عبروا من معابر غير شرعية. يتحدث النائب إيهاب مطر لـ”النهار” عن الوضع بين جبل محسن وباب التبانة، في قوله “إنّنا نراقب بدقّة ولا مؤشرات حيال أي عمل ممنهج لمحاولة زرع الفتنة في المنطقة. ونهتم في معالجة كلّ ثغرة بخاصة أن جبل محسن جزء من نسيج طرابلس، فيما كان النظام السوري السابق يمدّ علويين في جبل محسن بالدعم السياسي وبالسلاح لكن لا وجود له حالياً”. ولا يغفل أنّ “مردود محاولة زعزعة الاستقرار سيكون سلبيّاً على جبل محسن. لكن، لا مصلحة في ذلك وهناك تواصلٌ بين الفرقاء”. ويكشف مطر عن “تحضيرات للدعوة لاجتماع أو لقاء بين المكونات الطرابلسية بحضور ساسة ورجال دين وجزء من المجتمع المدني، لإعطاء رسالة مضادّة للتفرقة والفتنة ولحثّ جبل محسن بمكوّناته اللبنانية على الالتزام بالأمن والعيش المشترك”.

يخفّض النائب أشرف ريفي من قدرة أحداث الساحل السوريّ على التأثير لبنانياً، رغم معطيات لديه عن بعض التداعيات التي حصلت بين عكار وطرابلس وسط احتقانٍ سرّع من استنفارالجيش اللبنانيّ تصدياً لانزلاق الأوضاع. وحصل تواصل نيابيّ سياسيّ مع العقلاء من العلويين للتهدئة. ويصرّح ريفي لـ”النهار” أن “التوترات انتهت في لبنان بعدما ضبطت المواجهات في الساحل السوري التي كانت ستتعب الشمال اللبناني لو أنها تفاقمت. لم يعد في الإمكان القيام سوى بحرتقات محدودة جداً في سوريا بما يعني عدم وجود تبعات على لبنان”.

لا هواجس لدى النائب عبد العزيز الصمد من إشعال أحداث جبل محسن وباب التبانة حالياً، مع تأكيده لـ”النهار” أن “هناك مساع لدرء الفتنة مع انتشار الجيش اللبناني بقوة في طرابلس، والاستقرار باقٍ”. ويستبعد حصول توترات كبرى في باب التبانة وجبل محسن، في “حضور الجيش اللبنانيّ في كلّ المناطق الشمالية، ولأن النظام السوري المخلوع الذي كان مسيطراً على لبنان وسوريا وكان يحرّض أهالي جبل محسن والمنطقة كلّها لم يعد موجوداً”. إلى أهالي جبل محسن وباب التبانة، يقول: “مهما حصل نحن لبنانيون ولا بدّ من الإبقاء على الوحدة الوطنية”.