
بعد التطوّرات الدامية… أوضاع إنسانية صعبة في الساحل السوري
قيت الأحداث الأمنية التي تشهدها مناطق الساحل السوري منذ الخميس الماضي، في واجهة الملفات الساخنة على الساحة الإقليمية، فطغت على ما عداها من تطوّرات في المنطقة خصوصاً في غزة حيث لاحت في الأفق بوادر إيجابية بشأن محادثات الهدنة.
بداية من سوريا، حيث أعلنت قوات الأمن العام السوري مواصلة عملياتها ضد فلول نظام الأسد المخلوع، ووزّعت صوراً لانتشار عناصرها في الشوارع والساحات العامة في اللاذقية وطرطوس وجبلة، بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المدنيين من تجاوزات المسلّحين المرتبطين بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
في المقابل، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 1000 شخص في اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، بينهم أكثر من 700 مدني من الطائفة العلوية، منذ اندلاع الهجمات ضد القوى الأمنية والعسكرية يوم الخميس الماضي.
وعلى وقع التطوّرات الميدانية الدامية، أشار المرصد إلى انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عن مناطق واسعة في ريف اللاذقية، لليوم الثاني على التوالي، ممّا أدى إلى توقف الخدمات لا سيما الاتصالات في بعض المناطق.
وطالب المرصد المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل وإرسال فرق تحقيق دولية مختصة لتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين، داعياً السلطات السورية إلى محاسبة المتورّطين، لأنّ الإفلات من العقاب يشجّع على تكرار الجرائم في المستقبل.
ومساء السبت، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، تحقيق تقدّم ميداني سريع أعاد فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات في منطقة الساحل نفذها فلول نظام الأسد، مشيراً إلى “مواصلة التعامل مع ما تبقى من بؤر المجرمين”.
وأكد أن كل من يرفض تسليم سلاحه للدولة “سيواجه ردّاً حاسماً لا تهاون فيه”، معتبراً أنّ “من يراهن على الفوضى لا يدرك بعد أن عهد الاستبداد قد انتهى، وأن حكم حزب البعث دُفِن إلى غير رجعة، وأن طغيانه دمّر تحت إرادة الشعب السوري”.
الميدان جنوباً
إلى لبنان، حيث تواصلت انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار جنوباً، وفي جديدها أغارت مسيّرة إسرائيليّة على سيّارة في خربة سلم، ما أدّى إلى سقوط قتيل وجريح. في حين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الضربة استهدفت عنصراً من “حزب الله” كان يعمل على إعادة إعمار بنية تحتية للحزب.
هدنة غزة
أمّا في قطاع غزة، فقد شهد ملف محادثات الهدنة تطوّراً لافتاً، مع إعلان حركة “حماس” عن “مؤشرات إيجابية” لاستمرار التهدئة، وذلك بعد محادثات أجرتها مع الوسطاء في القاهرة تناولت المرحلة الثانية من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل سترسل وفداً إلى العاصمة القطرية، يوم غدٍ الاثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك، فيما أبدى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، دعمهم للخطة العربية بشأن غزة، كونها تشكّل مساراً واقعياً لإعادة إعمار القطاع، ولكنّ الوزراء الأربعة رفضوا أن تتولّى “حماس” الحكم في غزة أو أن تشكّل تهديداً لإسرائيل بعد الآن.
سجال إيراني – أميركي
وفي إيران، جزم المرشد الأعلى علي خامنئي، بأنّ بلاده لن تتفاوض تحت ضغط ما وصفه بـ “البلطجة”، وذلك ردّاً على الرسالة التي وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى خامنئي بشأن المفاوضات النووية، مشيراً إلى وجود طريقتين لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي “إمّا عسكرياً، أو عبر إبرام اتفاق”.
وهذا الموقف عاد البيت الأبيض وكرّره، بعد موقف المرشد الإيراني الرافض للمفاوضات، معرباً عن أمل واشنطن بأن تضع طهران شعبها ومصالحها العليا فوق الإرهاب.
المحادثات الأوكرانية – الروسية
محطّة أخرى مهمة مرتقبة الأسبوع المقبل، ستحتضنها العاصمة السعودية الرياض، تتمثّل بمحادثات أميركية – أوكرانية ستبحث في سبل إنهاء الصراع الدموي المستمرّ بين كييف وموسكو، وذلك بعد اجتماع أميركي – روسي استضافته الرياض للغاية نفسها في شباط الماضي.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عشية لقائه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، التزام بلاده التامّ بإجراء حوار بنّاء مع المسؤولين الأميركيين خلال اجتماع الرياض، مشيراً إلى انّ هناك مقترحات واقعية على الطاولة لكن المهمّ هو التحرك بسرعة وفعالية.