
بزشكيان طلب دعوة رسمية للمشاركة وبيروت ماطلت للحظة الأخيرة
في أجواء انقسامية بين اللبنانيين، وتبادلٍ للاتهامات بالعمالة للأطراف الخارجية، يشيّع «حزب الله» اليوم أمينه العام التاريخي، حسن نصرالله، بعد نحو 5 أشهر من مقتله بغارة إسرائيلية، في خطوةٍ يرغب الحزب أن تكون بمنزلة انطلاقة جديدة له، بينما يرى فيها خصومه ليس مجرد دفن لنصرالله، بل لحقبة من هيمنة الحزب على القرار السياسي اللبناني ورهنه لمصلحة إيران.
ويأتي تشييع نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين، الذي اغتيل بعد أيام من تعيينه خلفاً له، في أعقاب أزمة طيران بين بيروت وطهران، في حادثة أثارت غضب أنصار الحزب، ورأى فيها محللون خروجاً رسمياً للبنان من محور إيران، خصوصاً بعد انتخاب جوزيف عون رئيساً جديداً للجمهورية، وتشكيل نواف سلام حكومة جديدة، ويعتبر الرجلان خارج فلك طهران وتأثيرها، ولا يتفقان مع سياساتها.
وبدأ الآلاف من اللبنانيين وآخرون من إيران والعراق واليمن بالتدفق على بيروت، خصوصاً إلى مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث سيجري التشييع، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للقوى الأمنية، لا سيما في ظل الأجواء الانقسامية والمخاوف من استهداف إسرائيل لقيادات في الحزب أو قيادات إيرانية أو من الفصائل المتحالفة معها مشاركة في التجمع.
وفي دليل آخر على توتر العلاقات بين بيروت وطهران، أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية الموالية للحرس الثوري ليل الجمعة ـ السبت، بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كان يريد المشاركة في التشييع، لكنه لا يريد زيارة بيروت بدون دعوة رسمية من السلطات اللبنانية.
وبحسب الوكالة، أجريت بالفعل اتصالات بالحكومة اللبنانية لتوجيه دعوة رسمية لبزشكيان غير أن طهران لم تتلقّ أي استجابة.
وأكد مصدر في مكتب بزشكيان لـ «الجريدة» أنه تم الطلب من السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني إجراء اتصالات لإقناع السلطات اللبنانية بتوجيه دعوة لبزشكيان، وأن الأخير مستعد لزيارة بيروت، ولو تمت دعوته قبل ساعات قليلة من التشييع.
ولم يتضح إذا كانت هذه الأنباء محاولة للتغطية على مشاركة مفاجئة لبزشكيان تخوفاً من عمل إسرائيلي أمني ضده.
وأفادت وكالة «فارس» بأن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف لم يتلق أيضاً دعوة من الحكومة اللبنانية لحضور المراسم، بل دعوة شخصية من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في حين أكدت الوكالة الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس، أن «قاليباف وعدداً من النواب، إضافة إلى مسؤولين في الدولة»، سيشاركون. وسيكون وزير الخارجية عباس عراقجي ضمن الحضور، حسب آخر المعلومات.