محاولة لتحريك عقوبات أميركية على سياسيين التصدّي لمعرقلي التغيير في لبنان

محاولة لتحريك عقوبات أميركية على سياسيين التصدّي لمعرقلي التغيير في لبنان

الكاتب: مجد بو مجاهد | المصدر: النهار
4 شباط 2025

حصلت اجتماعات خاصّة بين ناشطين لبنانيين أميركيين واستشاريين معيّنين في إدارة الرئيس دونالد ترامب هادفة تنسيقيّاً للضغط على القوى السياسية اللبنانية تصدّياً لمحاولات عرقلة مسار التغيير أو النشأة اللبنانية الحديثة التي بدأت تتبلور مع العهد الرئاسيّ الجديد في لبنان. ونُقّحت الرسالة التي وجّهها عضوا الكونغرس داريل عيسى ودارين لحود لرئيس الولايات المتحدة الأميركية وتلك التي دوّنت لرئيس الجمهورية اللبنانيّة كبداية لا نهاية تسريعاً للضغط بهدف تقوية العملية السياسية الانتقالية في لبنان. وبحسب معطيات “النهار”، اتضح في الاجتماعات التي عقدت أنّ هناك محاولة جدّية لتحريك العقوبات الأميركية على السياسيين الذين يعرقلون العملية السياسية في لبنان أو الإدارة العسكرية وتلك المدنية.

ومن الحريّ القول إن ورقة العقوبات موضوعة على الطاولة الأميركية بين قدرات من المحتمل اتخاذها من خلال يد من حديد إذا اقتضت المرحلة ذلك، ويمكن استعمالها خلال أشهر بدءاً من محيطين بـ”حزب الله” وحلفاء له. وهناك ناشطون لبنانيون أميركيون يحثّون عليها بعدما كانوا قد اقترحوها في فترات سابقة، ورجعوا سريعاً للمناداة بها مع إدارة ترامب مع نصيحتهم أن تشمل رؤوساً كبيرة، لكن ليس في إمكانهم ترجيح كيفية فرضها شخصيّاً.
وإذ لا تغفل واشنطن مهمّة تشكيل الحكومة اللبنانية في المباحثات الحاصلة، اتضح أنّ هناك تحبيذاً لوصول وزراء من التكنوقراط الجديرين بإدارة وزاراتهم وغير الآبهين لمحاولات العرقلة التي يمكن أن يتعرّضوا لها. لكن، لا استساغة لدى واشنطن لأن يحصل توزير حزبيين في الحكومة اللبنانية العتيدة. وشكّل تصريح وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو بمثابة رسالة للرئيس المكلّف نواف سلام لتأليف حكومة لبنانية لا يسيطر عليها “حزب الله”. والأولوية لأن تشكَّل حكومة لبنانية قوية وعدم السماح لـ”حزب الله” بالتدخّل المقرّر فيها أو مشاركته الواسعة في القرارات الحكومية. وإن لم تشكّل حكومة لبنانية على قدر من التطلّعات لا يمكن ترجيح تقديم المساعدات لها من المجتمع الدولي. وستكون العقوبات جاهزة لتفرض من عضلات أميركية سياسية مفتولة إن لم يتغيّر الأداء اللبناني.
وتهتم المشاورات ببحث كيفية توقيع اتفاقات سلام إضافية في منطقة الشرق الأوسط بين دول عربية وإسرائيل على أن يكون لبنان من أعمدة اتفاقات أبراهام للسلام الشامل. في المعطيات، إن بعض القوى اللبنانية الأميركية تحرص على تداول هذا الموضوع مع مستشارين وموظفين في الإدارة الأميركية وتضعه في قائمة المحادثات التي تتخذها خلال اللقاءات مع تحبيذها الوصول إلى المستقبل الشرق أوسطي الذي عبّر عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكثر من مناسبة.
في الجانب الخاصّ بالإحداثيات جنوب لبنان، ثمة إطراء أميركي للأداء الذي يظهره الجيش اللبنانيّ وخاصّة في كيفية انتشاره في جنوب لبنان، لكن ذلك لا يلغي بعض الحذر لناحية تعاون بعض الضبّاط الكبار في الجيش مع “حزب الله”، وخاصّة أنّ هناك معطيات داخل الولايات المتحدة فحواها أن حراك المواطنين في القرى الجنوبية حصل بعد تسريب أحد الضبّاط في الجيش اللبناني لـ”حزب الله” حصيلة ما اتفق عليه برعاية اللجنة المشرفة على تطبيق القرار 1701 من انسحابات للجيش الإسرائيلي من بعض القرى وإعادة تموضعه جنوب لبنان، فإذا بمحور “الممانعة” يحاول البحث عن نقاط سياسية لمصلحته في تحريكه للجنوبيين نحو القرى التي كان اتفق سابقاً على الانسحاب منها.