هل ينجرّ “الحزب” إلى فخ جديد الإثنين؟

هل ينجرّ “الحزب” إلى فخ جديد الإثنين؟

الكاتب: غسان حجار | المصدر: النهار
24 كانون الثاني 2025

أعلن عضو المجلس السياسي في “حزب الله” غالب أبو زينب أن “على العدو أن يلتزم الانسحاب في شكل كامل من كل الأراضي اللبنانية يوم الأحد، وإلاّ فسيكون الإثنين يوما آخر”.
يؤيد اللبنانيون أبو زينب في القسم الأول من تصريحه بأن على العدو الإسرائيلي أن يلتزم الانسحاب الكامل بحلول نهار الأحد 27 كانون الثاني (يناير)، بعد انتهاء مدة الستين يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف النار، وإنهاء العمليات العسكرية.
لكنّ ما يرفضه لبنانيون كثيرون، أن يكون الإثنين يوماً آخر يحمل توقيع “حزب الله”، إذ إن القرار السابق إسناد غزة لم يكن صائباً، وجرّ البلد إلى الخراب والدمار وأدى إلى اغتيال أبرز قادة الحزب، ولم يقدم دعماً لغزة، خصوصاً أن “حماس” تمكنت من فرض اتفاق لوقف النار بشروط مشرّفة أكثر من الاتفاق مع لبنان. ذاك الاتفاق الذي أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أيام أنه لم يشارك في إعداده، بل كانت موافقة مجلس الوزراء عليه شكلية، بعدما ترك أمره للرئيس نبيه بري، المفاوض مفوَّضاً مما بقي من قيادة “حزب الله”.

ما يرفضه اللبنانيون هو أن يعيدهم قرار أحادي من “حزب الله” إلى الحرب التي تريدها إسرائيل لاستمرار تدمير البنى التحتية للحزب وللبنان. تقارير كثيرة تتحدث عن رغبة إسرائيلية في إكمال ضرب الحزب، خصوصاً بعد التفرغ من غزة حالياً، ولو موقتاً. إن عدم انسحاب إسرائيل من القرى الحدودية في لبنان في الوقت المحدد، والذي يشكل ذريعة للحزب للقيام بعمل عسكري، ولو دفاعيا – مقاوما، إنما هو فخ تصنعه إسرائيل للقول للعالم إن الحزب الذي لم يلتزم إخلاء منطقة جنوب الليطاني من السلاح، ولم يتمكن الجيش اللبناني من القيام بالعملية المتفق عليها في بنود الاتفاق، لا يزال يهدد أمن إسرائيل وينفذ العمليات العسكرية ضدها، ويمنع أهالي قراها الشمالية من العودة إلى منازلهم. وكل ذلك يستوجب أن تحظى القيادة في إسرائيل بالدعم السياسي والمالي لاستكمال القضاء على الحزب، تسهيلاً لرؤى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن في خطابه أنه يعمل لحل النزاعات ووقف الحروب وإحلال سلام شامل.