رادار- جميلة هي الديمقراطية

رادار- جميلة هي الديمقراطية

الكاتب: نبيل موسى | المصدر: beirut24
21 كانون الثاني 2025

العهد الأميركي الجديد بدأ.

بهذه الكلمات القليلة والمعبّرة بدأ الرئيس الأميركي السابع والأربعين دونالد ترامب خطابه بعد أدائه اليمين الدستورية للمرة الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأميركية.

جملة وعود كبيرة أطلقها ترامب على المستويين الداخلي والخارجي، مؤكدا ان أميركا ستكون أعظم من أي وقت مضى، لافتًا الى ان التغيير سيطال جميع المجالات وبسرعة كبيرة لاستعادة الأمل والرفاهية للشعب الأميركي.

وبينما بدأ ترامب العمل قبل وصوله الى البيت الأبيض بإعلانه انه سيوقع على قرار بفرض حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية “لمنع الغزو الكارثي لبلدنا”، كما سيعلن حالة طوارئ خاصة بالوقود لتخفيض أسعار النفط ودعم الصناعات المحلية، أكد أن “الحلم الاميركي سيعود لينتعش وسنبني أقوى جيش شهده العالم للننتصر في الحروب التي لا ندخل فيها، وسأكون صانع السلام في العالم”..

كل ما وعد به ترامب جميل ومطلوب من الشعب الأميركي وشعوب المنطقة والعالم. إلا أن الأهم يبقى تلك الصورة الرائعة لترامب وهو يؤدي اليمين الدستورية والى جانبه نائبه جيمس ديفيد فانس، فيما جلس على الجانب المقابل من المنصة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ونائبته كمالا هاريس، وقد ظهرا في أكثر من لقطة وهما يصفقان لترامب بينما كان ينتقد بشدة الاوضاع الداخلية والخارجية خلال ولاية بايدن.

من تابع الحملات الانتخابية التي سبقت فوز ترامب والهجمات المتبادلة بين الديقراطيين والجمهوريين وما رافقها من تهجمات بلغت حد الانتقادات الشخصية بين ترامب وهاريس ونائبيهما كان ليظن ان الولايات المتحدة على شفير حرب أهلية. ولكن ما ان أعلنت النتائج سارع بايدن وهاريس الى تهنئة ترامب بالفوز وبدآ استعداداتهما لمغادرة البيت الأبيض.

أكثر من ذلك، لم تشهد الفترة الفاصلة بين الانتخابات وتسلّم ترامب السلطة أية هجمات ومشادات أو تهديدات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بل ان الطرفين امتثلا لإرادة الناخبين ومضى كل طرف في طريقه حتى النهاية.

جميلة هي الديمقراطية، ولكن على من يتبنّاها نظامًا أن يمارسها بكليّتها، أي ألا يكتفي فقط بتنظيم الانتخابات، بل الأهم أن يلتزم بالنتائج. فالفائز يجب أن يفوز برقي وكبر، والخاسر يجب أن يخسر بشهامة وفروسية.

أين نحن في لبنان من هذه الديمقراطية التي ندعي تبنيها ولم نطبقها يومًا تحت حجج واهية مثل الوفاق الوطني والميثاقية وغيرها من الأكاذيب التي تعرقل مسيرة كل من أراد تقدّم البلد وازدهاره؟