![نواب حزب الله4 شيعةٌ شجعان وتسميات خجولة](https://www.beirut24.org/wp-content/uploads/2025/01/نواب-حزب-الله4.jpg)
شيعةٌ شجعان وتسميات خجولة
كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري شجاعاً حين سمَّى شيعةً من خارج اصطفافات الثنائي، “أمل” و “حزب اللّه”، سمَّى الوزير والنائب السابق باسم السبع، وسمَّى النائب الدكتور غازي يوسف.
والرئيس سعد الحريري كان شجاعاً، حين رشح النائب عقاب صقر، متحدّياً بذلك الثنائي، في منطقة يعتبرها الثنائي عمقاً لا يجوز الاقتراب منه.
والرئيس ميشال سليمان كان شجاعاً حين سمَّى الوزير عدنان السيد حسين “الوزير الملك”، لكن “الوزير” خذل “الملك” ولبَّى مشيئة “السيد” فاستقال مع الذين استقالوا وتسبّب في تطيير حكومة الرئيس سعد الحريري الذي كان مجتمعاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، فأُبلِغ بأن عشرة من وزراء حكومته استقالوا وأصبح رئيس حكومة سابقاً، ولاحقاً كافأ “حزب اللّه” الوزير عدنان السيد حسين فزكَّى تعيينه رئيساً للجامعة اللبنانية.
نيابياً ووزارياً، شهدت السياسة اللبنانية، منذ هيمنة ثنائي “حزب اللّه” و “حركة أمل” على القرار الشيعي، “نتوءات سياسية” تجرَّأ على القيام بها الرئيس رفيق الحريري ومن بعده نجله الرئيس سعد الحريري، بعد ذلك لم يجرؤ أحدٌ على خوض هذا الغمار، ما أشعر الشيعة خارج اصطفاف الثنائي بأنهم “المحرومون” الحقيقيون من الاقتراب من المناصب، فيما تحوَّلت حركة “المحرومين” إلى حركة “حارمين”، فكان ممنوعاً على أي شيعي، خارج اصطفاف الثنائي، أن يكون وزيراً، وإذا ترشَّح للانتخابات النيابية، فإنه يكون كمَن يدخل حقل ألغام من دون امتلاك خارطة توزيعها، فلا يعرف أي لغم سينفجر به.
إن مسألة “كسر” هيمنة ثنائي “حزب اللّه” و “أمل” على القرار الشيعي، هي مسؤولية مشتركة بين الشيعة أنفسهم وبين مَن بيدهِم تشكيل الحكومة، فليس مسموحاً للشخصيات الشيعية أن تستسلم للأمر الواقع تحت عنوان “لقد قضي الأمر، ولم تعد لنا أي كلمة”، كما ليس مسموحاً للذين يتولّون تشكيل الحكومة اعتبار سائر المكوِّنات الشيعية وكأن لا وزن سياسياً لهم.
هناك مكوِّنات سياسية شيعية تركت بصمةً وطنية في الحياة السياسية اللبنانية، لكنها أُقصيت وأُلغيت وهُمِّشت، هذه المكوِّنات تتوزَّع بين أكاديمية وعائلية، وبالمناسبة فإن العائلية ليست “لوثة” أو تهمة، ومن الذين أدّوا أدواراً وطنية، الرئيس كامل الأسعد، والرئيس صبري حمادة، والرئيس عادل عسيران، والنائب كاظم الخليل، والنائب أحمد أسبر، والسيد محمد حسين فضل اللّه والشيخ محمد مهدي شمس الدين، ولاحقاً نجله ابراهيم شمس الدين، وآخرون كثر! هل يُعقَل ألّا يُستشار هؤلاء، ولا حتى بطريقة غير ملزِمة؟ وهل يُعقَل أن تُختزَل المشاورات لتسمية الوزراء الشيعة، بالنائب علي حسن خليل والنائب محمد رعد والحاج حسين خليل؟
آن للمشكِّلين أن يقيموا وزناً لهذه المكوِّنات ومَن يمثّلها، وآن للمكوِّنات الشيعية المؤثِّرة أن تستفيق من سباتها.