رادار- مرحبا دولة

رادار- مرحبا دولة

الكاتب: نبيل موسى | المصدر: beirut24
19 كانون الثاني 2025

“مرحبا دولة” برنامج أسبوعي من انتاج شركة Shoot Productions ومن تأليف واخراج محمد دايخ، يتطرق من خلال يوميات مجموعة من العناصر الأمنية في مخفر متخيّل الى العلاقة الملتبسة بين المواطن والدولة، وذلك بقالب اجتماعي كوميدي.

إنه التعريف الرسمي للبرنامج الذي شاهدته للمرة الأولى امس على شاشة lbci بالرغم من أنه يعرض على الشاشة منذ أشهر وكان سببًا لإشكالات مع قوى الأمن والقضاء في وقت سابق بسبب المحتوى الذي اعتُبر تعرّضًا للقوى الأمنية.

حلقة الأمس تضمّنت في الحقيقة إشكاليات عدة أبرزها:

-الابتعاد الكلي عن مبدأ الكوميديا المنصوص عنه في تعريف البرنامج بحيث لم ينجح النص أو أداء الممثلين في إضفاء الحد الأدنى من الطابع الكوميدي الحقيقي على الحلقة.

-ركاكة في النص لدرجة اضطرار الكاتب والممثلين للجوء الى استخدام كلمات سوقية وألفاظ نابية في بعض الأحيان، في محاولة غير موفقة لرفع منسوب الكوميديا الذي ظل أقل من المستوى المطلوب في أي برنامج كوميدي حقيقي.

-يقول التعريف أيضًا إن العناصر الأمنية في مخفر “متخيّل”، إلا أن لافتة المخفر الخارجية وحتى لباس رجال الأمن، تقترب الى حد المطابقة مع قوى الأمن الحقيقية، فيما أثاث المخفر وتصرفات العناصر لا تمت الى قوى الأمن بصلة.

كل هذا كان ليمرّ، وإن بصعوبة، لولا مشهد وضع العلم اللبناني على الحمار وتقليده وسامًا وطنيًا تقديرًا لبطولاته أثناء عزف النشيد الوطني اللبناني.

فإذا كان المخفر متخيّلًا كما يدعي معدو البرنامج، فهل ان العلم اللبناني على ظهر الحمار متخيّل أيضًا، وكذلك النشيد الوطني الذي عزف بالموسيقى والكلمات؟

ألا يدرك فريق الإعداد أن العلم والنشيد هما رمزان أساسيان من رموز البلاد، وأن المسّ بهما من خلال التهكم بهذه الطريقة السوقية جريمة يعاقب عليها القانون وكل مواطن يحمل الهوية اللبنانية؟

نحن مع حرية الإعلام الى أقصى الحدود.. ولكن مع الحرية المسؤولة التي تعرف حدود المسموح والممنوع أخلاقيًا ودينيًا ووطنيًا. ولكن يا سادة ما فعلتموه لا يندرج في إطار الحرية بل في إطار التفلت الإعلامي الناتج عن التفلت السياسي والقضائي. ما فعلتموه يا سادة لم يكن كوميديا بقدر ما كان إساءة مباشرة لما تبقى من رموز الدولة، في وقت نأمل مع كثيرين أن تعود الدولة دولة قوية قادرة عادلة بكل معنى الكلمة، حتى لا نعود نشاهد مثل هذه الترّهات على شاشاتنا التي كانت تتسابق في ما بينها على تقديم أفضل البرامج.

لم يضحكني البرنامج بقدر ما أحزنني على ما آلت إليه أحوال البلد من انحطاط وتفلّت ولا مسؤولية.

هذه ليست كوميديا. وهذه ليست lbci.