الحجار مدافعًا عن منصوري: نفذ ما طُلب منه!
وشمل ادعاء عون لائحة طويلة من الأسماء، وبعضهم مُلاحق بقضايا اختلاس وتبييض الأموال، وعلى رأسهم حاكم مصرف لبنان السابق، رياض توفيق سلامة. وجاء الادعاء على سلامة بمقتضى المواد 359، 352، و335 عقوبات سندًا للمادة الأولى فقرة 9 من قانون تبييض الأموال، وعلى كل من وسيم منصوري، وسمير حنا (رئيس مجلس إدارة بنك عودة)، ومروان خير الدين (رئيس مجلس إدارة بنك مصر لبنان) بمقتضى المادة الثانية فقرة أولى من قانون تبييض الأموال رقم 44/2015، معطوفة على أحكام المادتين 8 من قانون رفع السرية المصرفية رقم 306/2021 معطوفة على المادة 7 والمادة 2 فقرة “ب” بند 3 من القانون عينه.
وطُلب في الادعاء إرسال كتاب لنقابة المحامين لإعطاء الإذن لملاحقة المحاميين ميشال تويني (المعروف بـ”ميكي”) ومروان خير الدين. وأحيلوا جميعًا لقاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، القاضي نقولا منصور.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها “المدن”، أقدم سلامة بالاستيلاء على الأموال العامة من حساب الاستشارات المفتوح لدى المصرف المركزي (القضية التي زُجّ بسببها خلف القضبان) وبحسب ما ذُكر في تقرير ألفاريس آند مارسال، فإن المبالغ المُختلسة من المصرف والمُحوّلة لسلامة بلغت حوالى 111 مليون دولار أميركي، وجرت هذه التحويلات الماليّة بين نيسان العام 2015، وأيلول العام 2019.
إذاً، أخرجت الأموال من مصرف لبنان، وحُوّلت لستة مصارف لبنانية، وبقي المستفيد مجهولًا بسبب رفض مصرف لبنان الإفصاح عن أسماء كل من استفاد من هذه العمليات المالية. ووفقًا لمصادر قضائية لـ”المدن” فإن سلامة قد استثمر وظيفته ومركزه كحاكم سابق لمنفعته الخاصة، وللاستيلاء على أموال عائدة للمصرف المركزي”.
الحاكم يتمنع
وعليه، تمنّع منصوري بعد استلامه منصب حاكم مصرف لبنان خلفًا لسلامة عن تقديم المعلومات للقاضية عون. وحسب مصادر قضائية لـ”المدن” “رفض منصوري التعاون مع القضاء اللبنانيّ بعد مراسلته عدة مرات، وتذرّع بتعميم المدعي العام التمييزي جمال الحجار”. وتابعت المصادر: “لا يحق للمصارف المُشار إليها أن تتذرع بسرية المصارف، وعليها التعاون مع القضاء وتقديم كل المعلومات التي تُطلب منها، خصوصًا أن الأموال هي أموال عامة وأخرجت من المصرف المركزي ووزعت على ستة مصارف أخرى ويُجرى التكتم على كل من استفاد من هذه الأموال”.
يُذكر أن تقرير ألفاريز آند مارسال كان بمثابة الـ”فضيحة” نسبةً لما ذكر من تفاصيل حول مخالفات أجريت داخل المصرف المركزي، وكان من المتوقع أن يتحرّك القضاء اللبنانيّ ويفتح تحقيقات موسعة لمتابعة كل قضايا الفساد المذكورة، لكنه لم يفعل.
الدفاع عن منصوري..!
وكان المدعي العام التمييزي المتقاعد، غسان منيف عويدات، طلب من النيابات العامة فتح تحقيقات ومتابعة هذا التقرير، لكنه كان قرارًا شكليًا بامتياز، ولم تتحرك النيابات العامة، وبعد وصول الحجار خلفًا لعويدات، لم تفتح أيضًا التحقيقات المتعلقة بهذا التقرير، وتم ضمه للملفات المنسية. واتخذ الحجار في حزيران العام 2024 إجراءات عقابية بحق عون، كانت بمثابة تطويق لها وتجريدها من ملفاتها المصرفية، وقد طلب من الأجهزة الأمنية التوقف عن أخذ إشارات من النائب العام الاستئنافي وفي جبل لبنان، ومراجعة المحامي العام الاستئنافي المناوب في جبل لبنان.
إذًا، تعميم الحجار هو بمثابة إعطاء “صكوك البراءة” لمنصوري فقط دون سواه (علمًا أن لائحة الادعاء طويلة)، وكأنها محاولة لاقناع السلطة القضائية والسياسية والرأي العام أن الحاكم الحالي لا يخالف القوانين، ولا يمتنع عن التعاون مع القضاء اللبناني، وهو تحت سقف القانون، لكنه نفذ ما طلبه المدعي العام التمييزي، في التعميم الذي أصدره في العام 2024.