خاص- نواب الأمة… كفاكم عبثًا، لبنان ينزف، والوقت لا يرحم!
إلى كل نائب يجلس تحت قبة البرلمان اللبناني: أنتم أمام اختبار وطني حاسم. هذا ليس وقت الحسابات الصغيرة ولا المناورات السياسية الحقيرة الجوفاء، انّما وقت القرارات المصيرية التي ستُحدد إن كان لبنان سيقوم من بين الركام، أو سيُدفع إلى هاوية أعمق لا قاع لها.
انتخبتم رئيسًا للجمهورية، ورأى الشعب في خطابه بريق أمل وسط عتمة الانهيار، والرجل قدّم رؤية واضحة، خطابًا يحمل مسؤولية ومشروعًا وطنيًا لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن الذي دمرته سياساتكم وأنانياتكم على مدى سنوات.
اليوم، المسؤولية عليكم أنتم لتُكملوا هذه الخطوة بانتخاب رئيس حكومة يكون على قدر هذه اللحظة التاريخية، رئيس حكومة بمشروع يتطابق مع رؤية رئيس الجمهورية ويترجمها إلى أفعال.
الشعب لم يعد يحتمل. جوع، فقر، انهيار شامل، وفوق ذلك كله استهتاركم المتكرر بمصيره. لبنان لا يحتاج إلى رئيس حكومة آخر يأتي بالمحاصصات والتسويات المعلّبة التي أفرغت مؤسسات الدولة وجعلتها عاجزة عن تلبية أبسط حقوق المواطن.
كفى! الوطن بحاجة إلى رئيس حكومة حقيقي، رجل دولة، يتحمل المسؤولية بشجاعة ويعمل بتناغم كامل مع رئيس الجمهورية لإخراج البلاد من هذا الجحيم الذي أوصلتمونا إليه.
نواب الأمة، لن ننسى ولن نسامح. وكل تصويت عبثي، كل مماطلة، كل لعبة سياسية قذرة ستُسجل في تاريخكم الأسود. هذه اللحظة هي لحظة محاسبتكم أمام الشعب. إما أن تنتصروا للبنان، أو تُثبتوا مرة أخرى أنكم سبب انهياره.
الرئيس جوزيف عون مدّ يده للجميع، قدّم رؤية وطنية قائمة على الإصلاح وإعادة بناء الدولة، فهل لديكم الجرأة على تحمل المسؤولية معه؟ أم أنكم ستختارون مرة أخرى الهروب من واجبكم الوطني، كما فعلتم دائمًا؟
الشعب اللبناني يُراقب، وعيونه مليئة بالغضب. إن لم تنتخبوا رئيس حكومة بمشروع إنقاذي يتطابق مع رؤية الرئيس، فإن التاريخ سيحكم عليكم بالخيانة، والشعب لن يرحمكم.
لبنان ليس لعبة بين أيديكم. انتخاب رئيس الحكومة اليوم ليس مجرد استحقاق دستوري، بل هو قرار بين الحياة والموت لهذا الوطن. اتخذوا القرار الصحيح، أو كونوا مستعدين لتحمل مسؤولية دفن ما تبقى من لبنان.