خاص- عيد الغطاس وقصة “دايم دايم”: تراث يضيء وسط الظلام
يحتفل المسيحيون في لبنان والعالم بعيد الدنح، المعروف أيضًا بعيد الغطاس، في السادس من كانون الثاني من كل عام. يُعتبر هذا العيد واحدًا من أقدم الأعياد المسيحية، ويُحيي ذكرى معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، وهو حدث يُجسّد بداية رسالة المسيح العلنية وظهور الروح القدس.
رمزية عيد الدنح
كلمة “الدنح” تعني الظهور أو التجلي، وهي تشير إلى إعلان المسيح بصفته ابن الله. في الطقوس المسيحية، يُعتبر هذا العيد فرصة لتجديد الإيمان، وهو مُرتبط أيضًا بمياه المعمودية التي تُرمز إلى النقاء والتجديد الروحي.
قصة “دايم دايم”
في تقاليد عيد الغطاس اللبنانية، تشتهر عبارة “دايم دايم” كتحية متبادلة بين الناس. يُقال إن هذه العبارة تعود إلى عادة قديمة يتشارك فيها الناس شرب المياه المباركة التي تُقدّس خلال قداس العيد، ويُقال “دايم دايم” كدعاء بأن تدوم النعمة والبركة في حياة الجميع. كما كان اللبنانيون يتجمعون حول موائد الغطاس التي تتميّز بحلويات مثل الزلابية والعوامة، مع أجواء عائلية دافئة تعكس فرح التجدد الروحي.
عيد الغطاس: بصيص أمل للبنان
في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها لبنان، يحمل عيد الغطاس رسالة رمزية تُذكّر الجميع بأهمية التجدد والعودة إلى القيم الأساسية كالعدالة والمحبة. وكما أن مياه الغطاس تطهّر وتبارك، فإن لبنان يحتاج إلى “معمودية جديدة” تعيد إليه السلام والاستقرار.
في هذا العيد المبارك، نتمنى للبنان أن يخرج من ظلام الأزمات إلى نور الإصلاح، وأن يدوم فيه الخير والاستقرار كما تدوم بركة عيد الدنح. فلتكن عبارة “دايم دايم” دعاءً دائمًا بأن يحفظ الله هذا الوطن وشعبه، ويعيد له ألقه الذي طالما أضاء الشرق.