شقيقة أصالة: المخابرات أجبرتني على غناء “لبيك يا أسد”!

شقيقة أصالة: المخابرات أجبرتني على غناء “لبيك يا أسد”!

23 كانون الأول 2024
كشفت الفنانة السورية ريم نصري، شقيقة الفنانة أصالة نصري، عن تعرضها لضغوط وتهديدات من قبل عناصر الأمن السوري بسبب مواقف شقيقتها السياسية وأغنيتها الشهيرة “الكرسي”، التي تضمنت نقداً للنظام السوري العام 2012. أوضحت أنها أُجبرت على أداء أغنية دعماً للنظام السوري بعنوان “يا سيد الأباة”، كجزء من حملة ترهيب وابتزاز تعرضت لها داخل سوريا.
وفي تسجيل صوتي تناقلته وسائل إعلام محلية وعربية، قالت ريم: “كنت مع أطفالي في منزلنا في حلب عندما جاء عناصر الأمن ليهددوني، ويلقوا باللوم علي بسبب مواقف شقيقتي أصالة. وذكروني بأنهم قدموا الكثير لدعم أصالة، وكأنهم يطالبوني بدفع الثمن نيابة عنها”، في إشارة إلى علاج الدولة السورية لأصالة خلال طفولتها من إصابة بمرض أثر على ساقها، وكانت تلك سردية لطالما استخدمها موالو النظام المخلوع للقول إن أصالة، مثل بقية المعارضين، ناكرة للجميل، مشيرين إلى “الطبابة المجانية والتعليم المجاني” في “سوريا الأسد”، رغم أن هذه الخدمات مجانية في كثير من الدول الغربية أصلاً التي تقوم حكوماتها بواجبها في خدمة المواطنين من دون تحولها إلى واجب يستحق شكر “القيادة الحكيمة” عليه بوصفه “مكرمة”.
وأضافت ريم أنها اضطرت إلى الانصياع الكامل لمطالب أجهزة المخابرات، التي تضمنت الغناء للرئيس السابق بشار الأسد، والحديث عن الأغنية في وسائل الإعلام على أنها رسالة وفاء للنظام من عائلة نصري، مشيرة أن هذه التصرفات كانت تهدف إلى الضغط على أصالة المقيمة خارج سوريا.

والأغنية التي تتحدث عنها ريم تحمل عنوان “يا سيد الأباة”، وأدتها العام 2014 واحتفى بها تلفزيون النظام السابق، واعتبرت الأغنية تعبيراً واضحاً عن دعمها للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وفي الفيديو المصاحب للأغنية، ظهرت ريم نصري مرتدية الزي العسكري ورددت: “لبيك يا أسد”.
وبدأ الخلاف بين أصالة وريم منذ العام 2011 نتيجة تباينات عائلية وشخصية وسياسية، وأوضحت ريم في تصريحات سابقة أن أفراد العائلة يعارضون المصالحة بينهما،  كما عبرت ريم عن شعورها بالتهميش ورغبتها في أن تُعرف كفنانة مستقلة بعيداً عن اسم شقيقتها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الشقيقتان تعبران عن الانقسام الذي ساد الحالة السوري، داخل العائلة الواحدة بين من أيد النظام أو أجبر على تأييده، وبين من أيد الثورة ودفع ضريبة لذلك بالعيش منفياً. ورغم ظهور محاولات المصالحة بين الشقيقتين، مثل صورة جمعتهما العام 2018، لم تُثمر هذه الجهود عن إنهاء الخلاف بشكل نهائي، ليبقى التوتر قائماً بين الشقيقتين حتى اليوم.

وعرفت أصالة بمواقفها المعارضة للنظام السوري منذ اندلاع ثورة 2011، لتمنع بعدها من دخول سوريا، وحذفت أغانيها من وسائل الإعلام الرسمية، وأصبح مجرد ذكر اسمها في الإعلام جريمة يعاقب عليها بموازاة شطب اسمها من نقابة الفنانين،  كما تعرضت لهجوم من بعض الفنانين السوريين، وبعضهم طالب السلطات بسحب جنسيتها السورية باعتبارها “خائنة” لسوريا الأسد، وعلى رأسهم الممثل باسم ياخور والمغنية ميادة الحناوي. ولم تدخل أصالة سوريا منذ 13 عاماً، لكنها بقيت رمزاً للحرية، ووجهت كلماتها وأغانيها لدعم الشعب السوري في أزماته.
ومع سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، كانت أصالة من أوائل المهنئين للشعب السوري. وأطلقت أغنية جديدة تحمل عنواناً وطنياً، ثم نشرت، السبت، منشوراً في “إكس”، أكدت فيه رغبتها بزيارة سوريا قريباً للاحتفال مع الشعب السوري بالنصر، فيما يطالبها كثيرون بإحياء حفل في ساحة حمص مثلما وعدت قبل سنوات في تصريح شهير لها، علماً ان حمص في سنوات الثورة الأولى كانت تشهد مظاهرات حاشدة إلى حد إطلاق لقب “عاصمة الثورة” عليها.