خاص- أيّ مصير للرئيس السوري الهارب؟
سقوط حكم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان ممسكا بالنظام السوري منذ العام ١٩٧١ مانعاً بالحديد والنار وجود اي معارضة له حارماً الشعب السوري من التمتع بحد أدنى من الحريات التي تكفلها مبادئ الديمقراطية.
في العام ٢٠١١ كانت محاولة من الشعب السوري لاسقاط النظام القمعي لكن المحور الايراني حماها بالقوة والحزم ونزح قسرياً ١٢ مليون مواطن وتاهوا في دول العالم وحسب تقارير الأمم المتحدة سقط أكثر من ٦٠٠ ألف شخص كضحايا ما بين قتيل وجريح.
بدأ سقوط النظام السوري في اليوم التالي لبدء اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان الذي جاءت بنوده لمصلحة اسرائيل بالكامل ما يؤكد ان المحور الذي تتزعمه ايران في المنطقة سقط بالضربات القاضية المتتالية بعد ضرب وتفكيك قيادة الذراع العسكري الأقوى أي حزب الله.
الأكيد أن ما يحصل يثير تساؤلات عدة وتكهنات حول مستقبل المنطقة، فهل يعلم أحد الى أين تتجه الأمور ومن سيحكم سوريا وما هو مصير الرئيس السوري بشار الأسد؟
جواباً على هذه التساؤلات يفيدنا الناشط الحقوقي المحامي الدكتور جاد طعمه في حديث لموقع beirut 24 أن ما هو واضح للجميع أن هناك حراكاَ لدول اقليمية لعبت دورا مع مراكز القرار في العالم للوصول الى هذه النتيجة التي تعتبر امتداداً لآثار حرب لبنان واتفاق وقف اطلاق النار فمعادلة الردع التي تريدها دول العالم لمصلحة الكيان الصهيوني تفرض قطع خطوط الامداد لعدم تكرار هذه الحروب في ظل قرار عربي خليجي ومصري متجه دون شك نحو التطبيع وإسقاط السقف العربي الذي كان معلنا اثر انعقاد القمة العربية في بيروت.
يتابع طعمه لموقنا: لا احد يعلم من هي الجهة التي ستحكم سوريا بالنهاية وما اذا كان القرار الاقليمي والدولي يريد الاستقرار لسوريا كما هو حاصل في مصر حاليا أم الفوضى كما هو حاصل في ليبيا، نحن اليوم في مرحلة انتقالية تحتاج للترقب وعدم التسرع في استنتاج الخلاصات مع ثابت وحيد وهو سقوط النظام السوري السابق وهرب قياداته.
يختم طعمه ردا عن السؤال عن مصير الرئيس السوري السابق بالقول هو مجرد شخص ومصير الشعب السوري هو الأكثر أهمية اليوم، صورة القائد الذي يقاتل حتى الرمق الأخير من اجل شعبه مقدما وغير مدبر هي مجرد حالات استثنائية في التاريخ العربي الحديث حيث يستمر حكم الجميع بمباركة مراكز القرار السياسي في العالم وليس بالثقل الشعبي، قد يحصل الرئيس المخلوع على لجوء سياسي في بلد ما وقد يكون عرضة لمحاكمة دولية وقد تغيب كل المعلومات عنه، الأكيد أن النهاية كانت غير لائقة وسيذكر التاريخ ان ثمة رئيس لدولة جرى ابلاغه بوجوب التنحي عن الحكم فلم يقاوم القرار ولم يستند الى القاعدة الشعبية لفرض استمراره وجل ما فعله كان الهروب نحو مصير مجهول.