ماهر الأسد في لبنان…عبر أنفاق قوسايا

ماهر الأسد في لبنان…عبر أنفاق قوسايا

المصدر: جريدة الخبر
10 كانون الأول 2024

علمت جريدة “الخبر” من مصادر أمنية مطلعة أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قد دخل إلى لبنان أول من أمس برفقة أكثر من 60 شخصية قيادية وأمنية جلّهم من أعضاء “الفرقة الرابعة” التي كان يترأسها الأسد قبل انهيار النظام.

 وكشفت المعلومات الحصرية التي حصلت عليها “الخبر” أن الأسد دخل الأراضي اللبنانية بطريقة سرية وغير شرعية، وذلك عبر الأنفاق الطويلة التي حفرها الفصيل الفلسطيني المسّلح التابع لنظام الأسد “الجبهة الشعبية- القيادة العامة” في منطقة قوسيا في البقاع الغربي، والتي تصل في عمقها الدفين من لبنان إلى داخل الأراضي السورية.

 وبحسب المعلومات، فقد تم تأمين نقل الأسد وأعوانه بطرق مخابراتية من قبل عناصر تابعة لجهاز أمن “حزب الله” الذي أستلمهم من قوسايا بعد أن أبلغتهم “القيادة العامة” عدم قدرتها على تأمين مستلزمات بقائهم لديها. وأن عناصر الحزب قاموا بإيصالهم إلى مكان سري يقع بالقرب من العاصمة بيروت استعدادا لنقل الأسد إلى خارج لبنان، مع ترجيح بأن تكون الإمارات العربية المتحدة وجهته التالية بعد لبنان، وذلك عبر طائرة خاصة مملوكة لأحد رجال الأعمال اللبنانيين.

تأتي محاولة فرار ماهر الأسد من سوريا بهذه الطريقة، لتؤكد المعلومات التي تم تداولها في وقت سابق عن أن خلافاً حاداً نشب بين الأخوين بشار وماهر قبل ليلة “السقوط الكبرى” لدمشق حول طرق مواجهة المعارضة السورية المسلحة الزاحفة، وفكرة التنحي وترك البلد.

 ففي حين مثلت موسكو الوجهة المثلى للجوء بشار الأسد، وهو كان أرسل عائلته إليها حتى قبل هروبه من دمشق، عُلم أن الجهات الروسية أبلغته رفضها استقبال ماهر على أراضيها، ما دفع بالأخير للجوء إلى الطرف الذي لطالما كان يُحسب عليه، وهو الطرف الإيراني في نزاع السلطة المكتوم بين الشقيقين والذي تجلى في السنوات الأخيرة.

 في هذا السياق، تتخوف أوساط سياسية لبنانية من أن إصرار حزب الله على مواصلة الانخراط بالشأن السوري الداخلي حتى بعد انهيار النظام، وتدخله المباشر عبر عناصره وسلاحه لحماية رموز “الحقبة الأسدية” التي ظهر إجرامها على شاشات العالم أجمع خلال يومين فقط، يحمل في طياته بوادر أزمة داخلية لبنان بغنى عنها، وهو الخارج من حرب مدمرة أقحمه حزب الله فيها رغما عنه.

كما يؤسس هذا الأمر لخلافات ونزاعات قد تتفجر ليس محليا فحسب بل وخارجيا أيضا لاسيما مع القيادة الجديدة التي تتشكل في سوريا، التي ستعتبر هذا الموضوع تدخلاً مباشرا في شؤونها الداخلية الحساسة، ما قد ينعكس سلبا على العلاقات الثنائية بين البلدين، بما لا يحمد عقباه مستقبلا.