خاص- رولان المر ضحية جديدة للسلاح المتفلت… ولبنان رهينة الفوضى
ما حدث في الأشرفية لم يكن حادثة عابرة أو خلافًا على أفضلية مرور أو ركن سيارة. بل كان انعكاسًا صارخًا لوطن تغرقه الفوضى والسلاح المتفلت الذي لا يُحاسب حاملوه. الحادثة التي بدأت بخلاف عابر بين شابين، انتهت بمأساة كبرى بفقدان رولان المر رئيس مركز القوات اللبنانية في كرم الزيتون، الذي دفع حياته ثمنًا أثناء محاولته التوسط لإنهاء النزاع.
هذه المأساة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في لبنان، الذي شهد في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 500 ضحية للسلاح المتفلت، بينهم 170 قتيلاً عام 2017 وحده. أسماء مثل حسين مطر الطفل ذو الخمس سنوات الذي فقد حياته في الخندق الغميق برصاصة طائشة، ومحمد أيوب الفتى الذي لم يتجاوز عمره 15 عامًا وقتل في بيروت، والشابة إليان صفير التي لقيت حتفها خلال الاحتفال بعيد ميلادها ولم تعد الى بنعشٍ أبيض، أصبحت رموزًا لهذا النزيف المستمر.
هذه الأرقام المأساوية تعكس فشلًا كبيرًا على مستوى الدولة والمجتمع. فكيف أصبحنا رهائن في وطننا؟ رهائن لمنطق القوة وشريعة السلاح؟
من الأشرفية إلى الضاحية الجنوبية، ومن بيروت إلى الأطراف، يتحول كل نزاع شخصي أو مناسبة احتفالية إلى مأساة بسبب الرصاص الطائش والاستقواء بالسلاح.
إن استمرار هذا الواقع يمثل انهيارًا أخلاقيًا وأمنيًا. لم يعد اللبنانيون يطالبون سوى بحياتهم، بحريتهم في التنقل والعمل والاحتفال دون خوف من رصاصة طائشة تنهي أحلامهم.
اليوم، نقول كفى! كفى لتحويل شوارعنا وأحيائنا إلى ساحات حرب صغيرة. كفى للسلاح الذي يُرفع باسم حماية الطوائف والأحزاب، فيما هو يهدد أبناء الوطن جميعهم. نطالب بدولة قوية، بقانون لا يميز بين أحد، وبمحاسبة عادلة تضع حدًا لكل من يستبيح أمن المواطنين.
رولان المر ليس الضحية الوحيدة، بل هو حلقة في سلسلة طويلة من الأرواح التي أزهقها السلاح المتفلت. لبنان لن ينهض إلا إذا قررنا نحن، أبناءه، أن نواجه هذا الواقع ونتحد ضد هذه الفوضى التي تدمر كل ما تبقى من هذا الوطن.