خاص- معراب تتحضّر لدور قيادي في المعارضة

خاص- معراب تتحضّر لدور قيادي في المعارضة

الكاتب: ايلين زغيب عيسى | المصدر: beirut24
4 كانون الأول 2024

ما زال الحذر يخيّم على مواقف الأطراف الداخلية إزاء التعامل مع المرحلة المقبلة، أي مرحلة ما بعد اتّفاق وقف النار مع إسرائيل. فالكثيرون، حتّى ممّن كانوا يجهّزون أنفسهم لمواكبة التغيّرات، فوجئوا ربّما بموعد وقف النار الذي كانوا يتصوّرون أنّه سيتأخر. وعلى رأس هؤلاء، تأتي معراب التي فتحت “ورشة عمل”، منذ اليوم الأوّل لاندلاع الحرب، استعداداً لليوم التالي.
فحزب القوّات اللبنانية بدأ بتجهيز العدّة تحت عنوان تطبيق القرارات الدوليّة، مسمّياً القرارات 1701 و1559و1680. وهو يرى أنّ موازين القوى الدوليّة والإقليميّة اليوم تسمح للدولة اللبنانية باستعادة سلطتها وهيبتها، كما تسمح بحصر السلاح بيد القوى الشرعيّة اللبنانيّة دون سواها. وقد أضافت القوّات إلى المعادلة، وجوب العمل على تطبيق ما وافقت عليه الحكومة عبر قرار وقف النار وما نصّ عليه.
وفي هذا الإطار، عُقد اجتماع لنوّاب المعارضة في معراب، وخرج بسلسلة مواقف ترفض “العودة إلى المعادلات الماضية”، وتدعو إلى “التطبيق الكامل لمندرجات القانون الدولي واتّفاق وقف الأعمال العدائية، الذي يتضمّن حصر السلاح بيد الدولة”.
وفي الملف الرئاسي، شدّد لقاء المعارضة على أهميّة أن يكون “موعد 9 كانون الثاني التاريخ الحاسم لانتخاب رئيس ملتزم بتطبيق الدستور، وتنفيذ بنود وقف النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة”. وستعمل مكوّنات المعارضة على تكثيف الاتّصالات بالكتل النيابية، بهدف التفاهم على مرشّح يحظى بالتوافق، على أن تكون الجلسة الانتخابية مفتوحة بدورات متتالية.
في أيّ حال، تقول مصادر في المعارضة إنّ اجتماع معراب لم يتطرّق إلى الأسماء التي تُركت لمرحلة لاحقة. إنّما كان التشديد على المواصفات التي تجعل الرئيس العتيد يعيد لبنان إلى الخارطة الدولية، ويخرجه من عباءة التدخّلات الخارجية. ولكن هذا لا يعني أن ليس هناك أسماء متداولة لدى المعارضة، إنّما هي تفضّل ترك التسميات إلى اجتماعات أخرى.
وتقول المصادر إنّ العمل منكبّ الآن على جمع أكبر عدد من الأصوات الممكنة لصالح مرشّح المعارضة، بحيث يكون التصويت لاسم محدّد، كي لا تتشظّى الأصوات في مقابل المرشح المضادّ. لذا المطلوب ضمّ كتل إضافية للتصويت لصالح مرشّح المعارضة التوافقي.
وتتوجّه الأنظار إلى موقف تكتل “اللقاء الديموقراطي” وموقف عدد كبير من النوّاب السنّة، من أجل ترجيح الكفّة. ومن هنا، ترتدي الزيارة المزمع أن يقوم بها النائب السابق وليد جنبلاط لمعراب، والتي أرجئت لبض الوقت، أهمّية كبرى. فهي أوّلاً، ستضفي الثقل على المعارضة مع انضمام المكوّن الدرزي، كما ستعترف بدور مسيحي في قيادة هذه المعارضة. ولكن تردّد جنبلاط الذي أكّد أنّ الزيارة ستتمّ، ولكن وفق التوقيت المناسب، يعود إلى عوامل عدّة يدرسها بعناية. وسيكون انضمام الدروز، إذا حصل، نقطة تحوّل كبيرة في موازين القوى الداخلية، تشبه إلى حدّ بعيد نقطة التحوّل التي حصلت بعد العام 2004.
امّا بالنسبة إلى المكوّن السنّي، فالوضع مختلف هذه المرّة. إذ إنّ “تيار المستقبل” خارج اللعبة. وكانت مصادر مقرّبة من بيت الوسط أشارت إلى أنّ سعد الحريري طلب تجهيز العدّة لعودته، قبل أن يعود ويتراجع عن هذه الخطوة الآن.
وفي ما يتعلّق بالتيار الوطني الحرّ، فهو تمكّن من “التقاطع” مع كتل نيابية في المعارضة من اجل انتخاب المرشّح جهاد أزعور، الذي حصل في جلسة 14 حزيران 2023 على 59 صوتاً، في مقابل 51 صوتاً للمرشح سليمان فرنجية. لكن الانتخاب لم يتمّ لعدم حصول أيّ من المرشّحين على أكثرية الثلثين وفقدان النصاب للدورة الثانية. ويدرس التيار التطوّرات من أجل تحديد موقفه في موضوع الانتخابات الرئاسية، وتموضعه في المرحلة المقبلة التي ستشهد تغيّرات كبيرة، قياساً بالمرحلة السابقة، حيث كان التيار ملتزماً “تفاهم مار مخايل” مع الحزب.
في أيّ حال، تقول مصادر في المعارضة إنّ الاجتماع المقبل ربّما يُعقد في مكان خارج معراب، من أجل إضفاء صفة الحيادية عليه، وتشجيع الأطراف الأخرى على السير في الركب