حصاد اليوم- مواعيد الاستحقاقات تضغط على الجميع وإسرائيل ستستهدف كل لبنان اذا انهار وقف النار
مواعيد الاستحقاقات تضغط بقوة على الوضع في لبنان، فيما المسؤولون ما زالوا منشغلين بمعرفة جنس الملائكة، غير آبهين على ما يبدو للمآسي التي تنتظر الشعب اذا لم يلتقطوا الفرصة ويترفعوا عن أنانياتهم: 52 يومًا تفصل لبنان عن امتحان تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل، على أن يكون الجيش اللبناني قد أكمل انتشاره بالكامل جنوب الليطاني ونفّذ القرار 1701 أقله في أماكن تواجده الجديدة. 40 يومًا تفصل البلاد عن الموعد الدستوري الأبرز لانتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدمة لحل الأزمة السياسية. 48 يومًا تفصلنا عن دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض وتسلمه مقاليد الحكم، مع ما يعنيه هذا الموعد من انعكاسات لا يمكن التنبؤ بها حول سياسته في لبنان والمنطقة.
هي مواعيد مصيرية كلها للبنان، وساعة الرمل تلفظ ببطء حباتها على أمل توافق اللبنانيين على حلول قبل فراغ الأنبوب الزجاجي.
الاستحقاق الرئاسي
قوى المعارضة أعادت بقوة وضع ملف الاستحقاق الرئاسي على الطاولة، حيث بدأت التحرّك عبر اجتماع في معراب اليوم اصرت خلاله على ان تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس. أما في الاستحقاق الثاني فقد استؤنفت الاتصالات الدبلوماسية لوقف الخروقات الاسرائيلية التي تراجعت وتيرتها اليوم قياسا بما بلغته امس، خاصة بعد ان قرر “حزب الله” الرد على الخروقات، فيما رفعت اسرائيل مستوى تهديداتها مؤكدة استعدادها لقصف كل لبنان وعدم تفريقه عن “حزب الله” فيما لو انهار اتفاق وقف اطلاق النار.
خروقات وانتشار الجيش
في الميدان، استهدفت غارة من مسيّرة اسرائيلية بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل. واطلق الجيش الاسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي. واغارت مسيرة على اطراف ديرسريان. وفتح الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته تجاه حي السيار في بلدة حبوش. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية على بلدة حاريص، أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط 6 ضحايا وإصابة شخصين بجروح. وسجل انتشار كثيف للجيش في احياء وشوارع مدينة صور ومحيطها للحفاظ على الأمن، ايذانا بالبدء في اعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما القرى في الحدودية .
تهديد
في الغضون، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس انه “إذا انهار وقف إطلاق النار مع “حزب الله”، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة”. وحث كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على “تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل”.
زيادة عديد الجيش
في المقابل، وعشية جلسة لمجلس الوزراء مقررة الأربعاء في السراي، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام زواره “أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة وتكثفت بالامس لوقف الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية”. وقال: “لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على اولوية استتباب الاوضاع لعودة النازحين الى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب”. وقال: “إن اعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب”
ماكرون- بن سلمان
في التحركات الخارجية، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الرياض “الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة”، ولا سيما عبر “التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون مزيد من التأخير في غزة”. وبشأن لبنان، دعا المسؤولان إلى “إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه”، مؤكدين أنهما “سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”.
ثوابت المعارضة
بالعودة الى الداخل، فقد أكد نواب المعارضة الذين اجتمعوا في معراب في حضور رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع،على نقاط عدة أبرزها:
ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار من خلال:
-استعجال تطبيق الآليات والخطوات العملية التي وافقت عليها الحكومة لجهة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، والتعاطي الحازم مع الخروقات. ضبط السلاح وحصره مع الجيش اللبناني، وانتشار الجيش اللبناني على كافة الحدود والأراضي اللبنانية.
-تكثيف الجهود والاتصالات مع كلّ الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشّح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها.
– الإصرار على أن يكون 9 كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس يلتزم تطبيق الدستور وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وقيادة الإصلاحات المطلوبة.
باسيل مجددًا
بدوره، أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، من دار الفتوى، أننا “نحاول أن نمدّد التضامن الوطني بين اللّبنانيين ونترجمه في التفاهم على انتخاب رئيس وعلى إبعاد لبنان عن الحروب والصراعات”. وقال: “معنيّون بالتحاور مع الجميع آملين عدم تجدد الحرب مما يتطلب وجود رئيس وحكومة لخلاص البلد”. وأشار إلى أن “الانتخابات الرئاسية إستحقاق لبناني والتفاهم على الرئيس يحدده اللبنانيون ولا يجوز ربط هذا الاستحقاق بالاحداث في المنطقة”.
اهالي ضحايا المرفأ
في مجال آخر، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، ينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ انفجار مرفأ بيروت.