رادار- وقحون

رادار- وقحون

الكاتب: نبيل موسى | المصدر: beirut24
28 تشرين الثاني 2024

بالتزامن مع إقفال طرق الجنوب بعشرات آلاف السيارات التي تحمل عائلات عائدة الى المجهول، وبالتزامن مع إصدار “حزب الله” ما أسماه بـ”بيان النصر”، أطل نائب الحزب حسين الحاج حسن ليترحم على الشهداء ويهنئ الناجين، وليقول في الوقت نفسه إن “المسؤولية الاولى هي مسؤولية الدولة اللبنانية لايجاد الأطر القانونية لإعادة الإعمار ونحن كمقاومة وكحزب الله لدينا كل الاستعداد لنقوم بكل ما يلزم من اجل عودة أهلنا الصامدين الى قراهم ومدنهم وبيوتهم”.

في ما يتعلق بـ”خطاب النصر” لا لزوم للتعليق لأن ما سيراه (وما لن يراه) مئات آلاف العائدين، ومعهم ملايين اللبنانيين في الوطن وحول العالم، سيكون كفيلًا بإعادة تحديد مفهومي النصر والهزيمة لدى فئة أضلت الطريق وما زالت لا ترضى بالاعتراف بالخطأ الذي بلغ حد الخطيئة.

أما بالنسبة للمسؤولية الأولى على الدولة، كما قال النائب الحاج حسن، فعن أي دولة بالتحديد يتكلم بعدما أفرغ حزبه مؤسسات الدولة، بدءًا من رئاسة الجمهورية، من مسؤوليها، وخربوا اقتصادها بفعل اقتصادهم الأسود القائم على جميع أنواع التهريب وتبييض الأموال، وشلوا عدالتها تدريجًا وصولًا الى قمعها بعد إيقافهم بالقوة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت؟

عن أي دولة بالضبط يتكلم الحاج حسن؟ عن الدولة اللبنانية، أم عن الجمهورية الإسلامية في إيران التي طالما فاخر حزبه على مدى عقود بأنها تمده بالمال والسلاح والمساعدات على أنواعها؟

وهل ما زال الحاج حسن يذكر أن الأوامر بفتح حرب إسناد غزة في الثامن من تشرين الأول 2023 وصلت الى حزبه من إيران وليس من البرلمان اللبناني أو السراي الحكومية، وأن أكثر من تسعين بالمئة من الشعب اللبناني بجميع مكوناته، وفق إحصاءات موثوقة، لم يكن راضيًا عن هذه الحرب؟

ويضيف الحاج حسن قائلًا “إن معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستستمر”.

فهل نسي نائب حزب الله أن هذه المعادلة الخشبية قد دمّروها بأيديهم بعدما شرّدوا الشعب وانهكوا الجيش وأنهوا المقاومة عبر اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل ببنوده كافة العلنية منها والسرية؟

كلام الحاج حسن وغيره من مسؤولي الحزب فوق قبور الشهداء وعلى ركام القرى والبلدات المدمّرة لم يعد جائزًا وصفه بالكذب، لأن للكذب حدودًا تجاوزتها هذه السرديّة منذ زمن. إنه كلام وقح صادر عن أناس وقحين!