إيران تقترح ضم مقاتلي «الحزب» للجيش

إيران تقترح ضم مقاتلي «الحزب» للجيش

المصدر: الجريدة الكويتية
27 تشرين الثاني 2024

بعد أكثر من عام على الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل، وشهرين من العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية المدمرة في جنوب لبنان وبيروت وضاحيتها الجنوبية والتي شملت معظم المناطق اللبنانية، أبصر اتفاق وقف إطلاق النار النور، أمس، وفق المقترح الأميركي، لتحقق إدارة الرئيس جو بايدن إنجازاً ثميناً، ولو جزئياً، قبل مغادرتها في يناير المقبل.

وبعد موافقة «حزب الله» على الاتفاق بمباركة إيران، من المفترض أن تقره الحكومة اللبنانية اليوم. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية المصغرة موافقتها عليه بعد اجتماع برئاسة بنيامين نتنياهو.

وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان في غضون 60 يوماً، وتفكيك البنية العسكرية للحزب في المنطقة.ومن المفترض أن يسري وقف النار بحلول صباح اليوم، في حين ينص الاتفاق على تشكيل لجنة لمراقبة تنفيذه وضمان التزام الطرفين به.

وفي تطور متزامن، كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن طهران قدمت مقترحاً للبنان، ينص على أنه بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حزب الله»، يسلّم الأخير سلاحه الثقيل إلى الجيش اللبناني، ويتطوع ضباطه المدربون على استخدام هذه الأسلحة في الجيش، ويكونون تحت إمرة الحكومة اللبنانية، إلى جانب تسليح الجيش بشكل يمكّنه من الدفاع عن البلاد، من جانب إيران ودول أخرى خصوصاً الدول العربية والإسلامية.

وأضاف المصدر أن طهران بحثت المقترح، قبل عرضه على بيروت، مع عدد من الدول الإسلامية والعربية التي أبدت تأييدها له، واستعدادها لتقديم المساعدات للجيش، لكن حتى الساعة لم تتلق إيران أي جواب من لبنان، مرجحاً أن يكون ذلك بسبب ضغوط أميركية على الحكومة اللبنانية.

وأوضح أن طهران تعتقد أنه مادام الجيش ليس مجهزاً للدفاع بشكل كامل عن الأراضي اللبنانية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية فإن السلام لن يحل في تلك المنطقة، وستسعى تل أبيب بشكل دائم للاعتداء على لبنان.

وأكد النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله، أمس في تصريح لـ «رويترز»، أن الحزب سيبقى بعد نهاية الحرب، وأن فروعه الاجتماعية والصحية ستكون مستعدة لمواكبة النازحين وعملية إعادة الإعمار، دون أي إشارة إلى الجناح العسكري.

إلا أن رئيس الكتلة النيابية للحزب محمد رعد كتب مقالاً لصحيفة الأخبار الموالية لمحور إيران، تمسك فيه بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي تشرع سلاح الحزب والتي تعتبر على نطاق واسع أنها ضمنت هيمنته على السياسة الداخلية اللبنانية بنحو عقدين من الزمن.

في سياق متصل، كشف مصدر إيراني رفيع المستوى، لـ «الجريدة» أن الأوروبيين اشترطوا موافقة طهران على وقف إطلاق النار في لبنان قبل عقد الاجتماع الإيراني ـ الأوروبي في جنيف، الذي يُفترض أن يبحث بعد غدٍ الملف النووي الإيراني وقضايا إقليمية.

وأفاد المصدر «الجريدة» بأن إيران أبلغت فرنسا الخميس الماضي موافقتها على وقف إطلاق النار، وتبع ذلك الإعلان الأحد الماضي عن اجتماع الترويكا الأوروبية التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع طهران.