الصايغ: معادلة الجيش والشعب والمقاومة تدميريّة
لفت عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ الى ان بحسب انطباعه الأول هناك شيء جدّي يحصل واتفاق وقف النار صار متقدما جدا اذا ان الاسرائيلي أخذ الضمانات التي يريدها وهناك قناعة لدى الدول الصديقة للبنان ان الحرب ليست غاية بذاتها انما الغاية هي ضمان الحدود والوصول الى حل مستدام واذا كان ذلك يأتي بالسياسة فلماذا الاستمرار بالحرب.
واعتبر في حديث عبر otv أن ما يحصل إعادة عقلنة أكبر للصراع لأن الأمور تفلّتت من عقالها ودخلنا في ايديولوجية الصراع اي الوصول الى القدس بأي ثمن وبتنا بحرب وجودية من الجهتين وباتت هناك قناعة لدى الجميع انه لا بد من عقلنة الصراع وهنا يأتي الدور السياسي والديبلوماسي وصولا الى حل دائم للبنان.
ورأى ان الجنوب مدخل للوصول الى الحل الدائم وحماية الجنوب وشمال اسرائيل لا تتم عبر تدابير أمنية عبر الحدود انما عبر القرارات السياسية التي تؤخذ في العواصم معتبرا ان حماية لبنان تكون بحماية القرار السياسي في بيروت.
ولفت الصايغ الى ان مجلس النواب غير مطّلع على بنود الاتفاق ومن واجب الرئيسين بري وميقاتي الشفافية لان ما يقومان به ليس شرعيا وقال: “ليتفضّلا ويطلعا نواب الأمة عبر جلسة ضرورية على مجريات الامور اذ انهما يلزمان لبنان بغض النظر عن آراء اللبنانيين ولا يمكن القول انها مسألة خاصة بين حزب واسرائيل اذ ان الحرب دمّرت لبنان وهجرت ثلث الشعب وأفقرت اللبنانيين والجميع دفع ثمنها وهي ليست تفصيلا او معركة جانبية”.
ورأى ان بري وسيط ولم يأخذوا رأيه عندما قرروا رفض او قبول مبدأ وقف إطلاق النار وهو ينقل القرار الذي يؤخذ في طهران ولا ورقة يملكها وهو معني بمندرجات وآليات تطبيق القرار الايراني الذي يضع الخطوط الحمر.
وقال الصايغ: “نحن الآن في طور الخروج من الوصاية الايرانية باتجاه الوصاية الدولية وللأسف الشعب اللبناني أصبح وقودا لايران والاتفاق ينقلنا من وضع لبنان تحت الوصاية الايرانية ويدخلنا الى وصاية دولية ، ويا للعار على المفاوضين اللبنانيين اذ اننا اطلعنا على الاتفاق من الصحف الاسرائيلية فلماذا لا يواجهون الشعب البناني بالاتفاق؟”.
وأضاف: “”الخبرية” أكبر من أي رجل سياسي في لبنان لان هذه الحرب اكبر من لبنان والأقرباء الداخليين فمن يتجرّأ على مهاجمة تل ابيب وبيروت اذا لم يكن لديه تغطية أميركية في حالة وإيرانية في حالة اخرى”.
وشدد على ان “اسرائيل تفاوض حزب الله فيما بري يلعب الدور المطلوب منه من حزب الله والاميركيين وهو لا يمكنه ان يتكلّم باسم مجلس النواب لاننا لم نوكله الأمر، ودستوريا ليس هو من يفاوض انما المهمة موكلة الى رئيس الجمهورية وبالتالي الاتفاق، على أهميته، أصبح لاشرعيا في لبنان والا لنغيّر الدستور وننتخب بري رئيسا”
وقال الصايغ: “الرئيس بري لم يحترمنا نحن النواب ولم يحترم الشعب اللبناني والمطلوب منا ان نذهب ونبصم”.
أضاف: “نصف النواب باتوا في الخارج اذ انهم مهددون من إرهاب السلاح في الداخل وحزب الله ليس فقط ميليشيا انما مافيا يهدّد بسلاحه ويوجه سلاحه الى صدور اللبنانيين وتهديداتهم لنا عبر اتهامنا بالصهيونية تعني تحليل دمنا”.
ورأى ان أفضل رد على مقال ابراهيم الأمين “نعم…نحن لا نشبهكم!” واتهامنا بالاستعمار هو سؤال واحد لماذا قبلتم باتفاقية وقف اطلاق النار التي تقيم الاميركي راعيا وضامنا لحسن تنفيذ وقف اطلاق النار؟”
وقال: “عندما يخوّنني ابراهيم الامين وكل من لا يريد الحرب، اسمح لي أن اقول لك انك أنت بسياستك لا تشبهني”.
أضاف: “مش متل ما بدو بري بيفسّر القوانين والقرارات الدولية والقرار 1701 يتضمّن القرار 1559 1680. »
واعتبر ان كمية صواريخ حزب الله تثبت حجم استثمار ايران في لبنان وما يهمنا ليس كم أوجعنا الاسرائيلي انما إين شعبي؟
وعن التوغل البري، قال الصايغ: “واقع الامر في الميدان ان العدو يمشّط الخيام اي انه اسقطها عسكريا وأحكم سيطرته على البياضة رغم ان هذه الحرب لا تشبه أي حرب أخرى اذ انها حرب الذكاء الاصطناعي والكر والفر ومن الواضح ان هناك تدميراً ممنهجاً وتقدما للسيطرة على مجرى الليطاني ويبقى ان الهدف سياسي لا عسكريا”.
أضاف: “عندما تأخروا بفصل الجبهات خربوا لبنان، ومن ربط وقف اطلاق النار بغزة هؤلاء لا يشبهوننا وهم يحتاجون محاسبة لانه عندما دعت كل الدول الى وقف الحرب ربطونا بغزة وتبين ان عشرات القرى دمّرت والاسرائيلي دخل وحقّق الهدف العسكري عبر اسقاط رموز المقاومة على الارض بالجنوب واسقاط الخيام والبياضة وتبقى لديه بنت جبيل الا ان الاميركي وعده بتحقيق ما يريده بالسياسة”.
وأكد الصايغ ان السيناريو الاستباقي لا منطقي وسردية الممانعة بقواعد الاشتباك لم تعترف بها يوما اسرائيل ولم تلتزم بها.
وشدد على ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة تدميرية ولا تحمي لبنان ولم تمنع العدو من تدمير الضاحية فوق رأس الجميع بدءا من الامين العام لحزب الله وحرقت الارض ودمرت المناطق ورسخت قناعتنا ان لا قيام للبنان الا بقوة الشرعية وعمادها الجيش اللبناني فقط واثبتت الحرب ان الممانعة وكل القدرات التي جيّشتها لو أعطيت للجيش لكان وضعه اليوم أقوى لاسيما ان لا التفاف حول المقاومة وهي أصبحت وحدها.
ولفت الصايغ الى ان التفاؤل الاسرائيلي بوقف اطلاق النار سببه داخلي فالجيش لا يمكنه الاستمرار بالحرب من دون جدول زمني وعودة المستوطنين التي لم تحصل تحت النار انما ستحصل في السياسة.
أضاف: “نأمل أن يتثبّت وقف اطلاق النار لأننا لا نريد أي قطعة سلاح الا سلاح الجيش ولا بناء لدولة مكتملة المواصفات اذا لم يُعمل على التطبيق الكامل للقرار 1701 الذي يقول بحصر السلاح بيد الدولة والا لا دستور ولا قانون ولا كرامة ولا شراكة ويتحوّل لبنان الى ساحة من ساحات حزب الله في وقت أننا نريد من ساحات حزب الله ان تعود الى لبنان”.
واعتبر الصايغ ان كل من دعم سلاح حزب الله وغطّاه استعمِل لضرب الجيش مشيرا الى ان ما من هبات عُرضت على الجيش الا الهبة السعودية والباقي كانت قروضا.
وعن التمديد لقائد الجيش في الجلسة التشريعية، لفت الصايغ الى انه اذا توفّرت المعطيات نفسها التي أملت التمديد العام المقبل سنسير به، ولكن لدينا اجتماع لاتخاذ القرار المناسب.
وعما اذا كان الرئيس بري يفرض ارادته على النواب، قال:”بري يتكل على 100 ألف مقاتل غير شرعي و150 ألف صاروخ وعندما ربطت اسرائيل النزاع مع حزب الله رفضنا المقولة وقدمنا شهداء وتمّ اغتيال خيرة شبابنا واليوم لن نغيّر موقفنا”.