خاص- المختار: الميدان أكثر تأثيراً على المفاوضات
هل ظروف التسوية نضجت في لبنان والصفقة الدولية الكبرى تمت ولماذا الغارة الدموية على قلب بيروت، هل هي رسالة الاعتراض الإسرائيلية الوحيدة، وماذا عن سعي القوات الإسرائيلية لتقدّم ميداني على الجبهات الجنوبية المشتعلة فهل تحقق إسرائيل بالنار ما يصعب نا عجزت عن تحقيقه في المفاوضات؟
رداَ على جميع هذه الأسئلة قال الكاتب السياسي غاصب المختار لموقع beirut 24 طبعا اسرائيل اعلنت منذ اكثر من شهر وخلال الجولات المكوكية للموفد الامريكي هوكشتاين أنها ستفاوض تحت النار وصعّدت عدوانها البري والجوي على لبنان، على أمل أن تحقق بالضغط العسكري ما لم تستطع أن تحققه بالمفاوضات خلال الاشهر السابقه.
و طبعا العدو الاسرائيلي يضغط بقوة عسكرية كبيرة جداً بهدف الضغط على لبنان عبر الغارات الكثيفه على الضاحيه الجنوبيه وعلى العاصمة بيروت أيضا، لكن حتى الآن وحسب معلوماتي وحسب الموقف الرسمي المعلن، ان لبنان لن يرضخ لشروط اسرائيل التي بدأت على ما يبدو بالتراجع عن شروطها، لا سيما لجهه التراجع عن رفضها إشراك فرنسا في لجنة المراقبة على آلية تنفيذ قرار وقف اطلاق النار. لكن طبعا يبقى هناك هناك عائقان حسب الموقف اللبناني أمام التوصل الى حل: الاول الرفض المطلق اللبناني لاعطاء اسرائيل حرية الحركة العسكرية ساعة تشاء في لبنان في حال ارتأت هي وحسب مفهومها وحسب نظرتها وحسب خططها العدوانية ان هناك خرقاً ما للقرار 1701 من جهة لبنان.
والامر الثاني لا زال معلقاً حول مطالب لبنان في ترتيب الحدود البرية. ولذلك من الصعب في الحالتين ان تحقق اسرائيل مطلبها لا بالقوة العسكرية ولا طبعا بالمفاوضات السياسية. وادأظهر الميدان خلال الايام الماضيه أن كل الضغط العسكري الواسع والخرق البري لبعض القرى الحدودية لم يحقق لها شيئا في السياسة بل زاد الضغط الداخلي على نتنياهو للإسراع بوقف الحرب نظراً للإرهاق الذي أصاب الجيش والنقص في العديد، والخسائر الكبيرة في القطاعات الاقتصادية والانتاجية الاسرائيلية لا سيما الزراعية، التي تعتمد بأكثرها على منتجات مستعمرات الشمال المدمرة.
وهل ينجح حزب الله بصواريخه الكثيرة التي أطلقها في اليومين الماضيين الى العمق الاسرائيلي بإقناع الجميع، وخاصة الجانب الاسرائيلي، بقبوله تنفيذ القرار الاممي 1701، ولكن من دون ال + الذي يصر عليه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو؟
أجاب المختار لموقعنا: لا شك أن قدرة حزب الله على زيادة وتيرة اطلاق الصواريخ وخاصه خلال الأيام الماضيه في عمق فلسطين المحتلة بمسافة نحو 140 كلم هو عامل مؤثر جداً، خاصة انه بدا من إستهداف وسط تل ابيب تطبيقا لمعادلة تل ابيب مقابل بيروت، وهذه المرة قصف وسط تل ابيب وليس اطرافها كما كان يحصل سابقاً.
وانا برأيي هذا الضغط الصاروخي ربما هو الذي عجّل في المسعى الاميركي لمحاولة انجاز الاتفاق على وقف الحرب، وطبعا قبل نهاية ولاية الرئيس بايدن. وانا باعتقادي انه في كل الحالات سيبقى الميدان هو الاكثر تأثيراً على المفاوضات من المساعي السياسية الجارية، لا سيما اذا تزايدت وتيرة اطلاق الصواريخ الثقيلة الى عمق الكيان الاسرائيلي والحقت مزيداً من الخسائر الكبيرة بما لا يحتمله سكان وسط الكيان، باعتباره أصبح منفذ سكان مستعمرات الحدود الشمالية للهرب من جحيم القصف اليومي، عدا الضغط الذي تمارسه الجبهة الداخلية على نتنياهو لوقف الحرب نتيجة ارهاق الجيش ونقص العديد بالجنود، الخسائر الكبيرة في القطاعات الاقتصادية والانتاجية لا سيما الزرعية التي تعتمد بأغلبها على منتجات مستعمرات الشمال المدمرة والمحروقة.