“إعلان بعبدا” وخلاص لبنان
لعلّ العبارة الأفضل قالها امس الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان “اذا كنا مهزومين فالواجب يقضي ان ننقذ ما تبقى، واذا كنا منتصرين فلنكتف بهذا القدر من الانتصار ونتجنب المضي نحو الهزيمة”.
كلام سليمان ورد امس في سياق تذكيره بـ”اعلان بعبدا” سائلاً “من يمنع وماذا يمنع حزب الله من العودة الى الالتزام باعلان بعبدا واتخاذ موقف علني الان والمباشرة بتطبيقه”.
واذ اعتبر ان “اعلان بعبدا صناعة لبنانية خالصة وافق عليه حزب الله والاطراف المؤيدة له بملء ارادتهم وبعد ان تمت قراءته ومراجعته عدة مرات”، ذكّر بأن “الاعلان ينص بالاضافة الى تحييد لبنان وضبط الحدود البرية، على تطبيق الطائف والقرار1701 “.
لا نريد ان ندخل في متاهات الربح والخسارة، اذ حتى ولو انتهت الحرب سيبقى هذا الموضوع شائكاً بين من يحصي الخسائر ويتذوق طعم الهزيمة بعدما اصابت الاعتداءات عمق العاصمة وكل المناطق واغتالت من اغتالت وحصدت حتى اليوم نحو 3500 ضحية، وبين من يصرّ، بالمكابرة والإنكار، على خطاب النصر. الأهم من كل ذلك، ألا ننتظر مبادرات من الخارج الذي يريد، وفق البعض، ان يفرض علينا إملاءات لا تصبّ في مصلحة وطننا، بل ان نبادر الى حلول داخلية، تحت سقف الدستور والمؤسسات، واتفاق الطائف الذي اعاد تأكيد الثوابت التي قام عليها البلد، ولو كان غير مقدس ويمكن إعادة النظر في بعض بنوده.
ربما يكون إعلان بعبدا مدخلاً الى حلّ فيتراجع الذين انكروه قبل صياح الديك، ويعيدوا إحياءه.