5 قرى سنّية حدودية أزيلت عن الخريطة وأخرى تباد
تغيب القرى السنية في الجنوب وخصوصاً تلك الحدودية منها عن الاهتمام الإعلامي، وخصوصاً أن جزءاً من هذه القرى أبيد بالكامل، فيما يتعرض عدد آخر لغارات مكثفة ومحاولات احتلال ككفرشوبا وشبعا في العرقوب.
وعلى الرغم من وجود هذه القرى وسط بيئة “حزب الله” فإن أبناءها ليسوا من أنصار الحزب، وطالما تمايزوا سياسياً عن الحزب، ولم ينخرطوا معه في تشكيلات قتالية، بالرغم من محاولات عديدة قام بها “حزب الله” بتأسيس أجنحة لما يسمّى “سرايا المقاومة” بقي حضورها محدوداً.
توجد أغلبية القرى السنية الحدودية في القطاعين الشرقي حيث تمتد قرى العرقوب، على الحدود، والغربي في قضاء صور.
من شبعا إلى كفرشوبا وصولاً إلى الهبارية، كفر حمام، الوزاني وحلتا، في العرقوب جميعها قرى سنيّة، تمركزت عند المثلث اللبناني – الإسرائيلي – السوري، هي منطقة شهدت بدايات العمل الفلسطيني المسلّح، واختارها ياسر عرفات منطلقاً لبدايات العمليات العسكرية التي قامت بها حركة فتح الفلسطينية. وأطلق عليها تاريخياً اسم “هلال المقاتلين”، بدءاً من ثورة سلطان باشا الأطرش والثورة الفلسطينية، ومنها انطلقت الشرارات الأولى للمواجهة الفلسطنية – الإسرائيلية منذ عام 1967، وكانت تُسمّى “فتح لاند”، وقدّمت المئات من الشهداء في سبيل تحرير الجنوب.
دفعت هذه القرى أثماناً كبيرة نتيجة تعرّضها لقصف إسرائيلي مدمّر، خصوصاً كفرشوبا، التي تحوّلت إلى ساحة قتال وهدف للغزوات الإسرائيلية مرات عدة خلال السبعينيات، وهجرها أهلها بالكامل أكثر من مرة.
وبعد توقّف العمل الفدائي في المنطقة، لم تسترح هذه القرى، بل بقيت مسرحاً للمواجهات، نتيجة موقعها؛ فكانت تتغير “المقاومات” وأسماؤها، وتبقى ساحة المعركة لا تتغيّر. وبعد الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000، بقيت المراكز العسكرية منتشرة في هذه القرى وعلى سفوح جبالها، وفي حرب 2006 أيضاً تعرّضت القرى لتدمير هائل.
واليوم أيضاً بعض هذه القرى هي في قلب المعركة، ومن جديد تشهد بلدة كفرشوبا محاولات توغل إسرائيلية جديدة مع ما يرافقها من عمليات قصف هائل وتدمير يسبق تقدّم الجنود، ومثلها بلدة شبعا، التي لم تشهد محاولة توغل ولكن تُقصف بعنف.
كما قرى الجنوب تهجّر أهالي هذه القرى فلم يبق أحد في كفرشوبا، فيما باقي القرى كانت حركة النزوح منها أقل من جيرانها على الرغم من مجازر طالت بعضها كشبعا والهبّارية.
وبحسب عدد من أبناء هذه القرى ، فإن أهاليها يلتقون مع “حزب الله” في فكرة المقاومة والعداء لإسرائيل، خصوصاً أنهم أصحاب تاريخ في هذا الأمر، إلّا أن هناك شبه إجماع على تحييد هذه القرى عن الصراع، وهم يرفضون تحويل قراهم إلى منصّات صواريخ بالمطلق، وهم أبلغوا “حزب الله” بهذا الأمر، لكن الأمر لم ينجح بسبب “لعنة الجغرافيا”.
وانتقالاً إلى القطاع الغربي، فبحسب القاضي الشرعي في محكمة صور الشيح أحمد عبيد فإن قرى مروحين، الضهيرة، البستان، أم التوت، الزلوطية، يارين المحاذية للشريط الحدودي قد أزيلت عن الخريطة بالكامل.
وفي قراءة سريعة لإحصاء أولي عن حجم الخسائر عدّد عبيد:
– تدمير لا يقل عن 5000 وحدة سكنية عدا عن عشرات الفلل.
– تدمير 9 مساجد وملحقاتها، و15 قاعة اجتماعية.
– تدمير 6 مدارس رسمية وخاصة.
– تدمير 5 قصور بلدية.
– تدمير مركز يارين الطبي.
– تدمير 5 مراكز لتحفيظ القرآن.
– تدمير جمعية البنيان الإسلامية.
– تدمير مركز جمعية أبناء مروحين ومستوصف مروحين.
– تدمير 14 خزان مياه رئيسية و15 بئراً ارتوازياً.
– تدمير البُنى التحتية (شبكات المياه، والكهرباء، والهاتف، الشوارع).
– تدمير حقول الزيتون (آلاف الأشجار) و3 معاصر.
وأشار عبيد إلى أن هذه القرى هُجّرت ودُمّرت في عام 1977 إبان الاجتياح الاسرائيلي وقتذاك. ثم أُعيد بناؤها عام 200 م وعلى مدار 24 عاماً وهي تُبنى حجراً حجراً، كله أصبح أثراً بعد عين.
وأكد عبيد أن جزءاً من هذه القرى أصبح محتلاً إسرائيلياً وأهلها هُجرّوا كما بقية أهالي الجنوب على الرغم من أنه ليس فيها مقاتلون ولا مخازن سلاح.