جولات بخاري على المرجعيات: لبنان ليس متروكاً

جولات بخاري على المرجعيات: لبنان ليس متروكاً

الكاتب: وجدي العريضي | المصدر: النهار
21 تشرين الثاني 2024

استحوذت حركة السفير السعودي وليد بخاري على المرجعيات الروحية والسياسية على اهتمام بعد عودته من الرياض ومواكبته للقمة العربية الإسلامية التي انعقدت في العاصمة السعودية، حيث كان لبخاري سلسلة لقاءات واتصالات تتعلق بالملف اللبناني لجهة وقف الحرب الإسرائيلية، ودور اللجنة الخماسية وانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أن للمملكة دوراً أساسياً في هذا الصدد. ويُنقل عن مصادر ديبلوماسية مقربة من الرياض في بيروت أن العنوان الذي حضر في القمة، هو عدم التخلي عن لبنان الذي أعطته القمة مساحة واسعة، وتبدّى ذلك في اللقاء الثنائي الذي جمع ولي العهد السعودي برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

في السياق، يشار بداية إلى أنه قبل التطورات الميدانية والعدوان الإسرائيلي، عُقد لقاء في الرياض حضره الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا إلى السفير بخاري، وكان لودريان بصدد العودة إلى لبنان بعد مؤشرات إيجابية ظهرت من هذا اللقاء، بالتنسيق مع سفراء دول الخماسية، وكان يقضي بانتخاب رئيس توافقي بعدما وصلت الأمور إلى لمساتها الأخيرة. وبعد العودة إلى بيروت زار السفير السعودي البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وآخرين، وكان بصدد استكمال جولته، على أن يصل الموفد الفرنسي ويعقد لقاءً في قصر الصنوبر مع مرجعيات سياسية وروحية، ويعلن الاتفاق بانتخاب الرئيس، لكن التطورات الميدانية طغت على ما عداها.

توازياً، تقول المصادر إن السفير بخاري عرض مع البطريرك الماروني، ما تمخضت عنه قمة الرياض، وهو دائماً عندما يصل إلى لبنان وبعد أي معطى سياسي أو مؤتمر ما، يحرص على زيارة بكركي، وثمة لقاءات أخرى سيعقدها بخاري مع مختلف القوى السياسية، دون إغفال أن اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أمر وارد، بعدما تبدل موقفه السياسي حيال عناوين كثيرة. وفي جولاته كرر بخاري تأكيده للذين التقاهم أن الرياض لن تترك لبنان وحيداً أو تتخلى عنه، وما الجسر الجوي بين بيروت والرياض وتقديم المساعدات الإنسانية يومياً، إنما هو تأكيد وحرص على الاستمرار في هذا المعطى، وبالنسبة لرئاسة الجمهورية، سيبقى ضمن نطاق اللجنة الخماسية، ومهمة لودريان لن تنتهي وعندما تحين الظروف سيأتي إلى بيروت لهذه الغاية، لكن الجهود منصبّة على ترجمة مقررات قمة الرياض ومن ثم وقف العدوان الإسرائيلي.

وتخلص المصادر إلى أن عناوين البحث، هي الحرب والمساعي الهادفة لوقفها، ثم انتخاب الرئيس دون الخوض في التفاصيل، والمملكة على موقفها، ليس لديها أسماء بل وضعت تصوراً واضحاً في كل المؤتمرات واللقاءات، والخماسية قطعت شوطاً كبيراً، والأمور ستعود للبحث عندما تنتهي الحرب.

أما بصدد المساهمة في إعادة إعمار لبنان، فذلك سيأتي بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة إصلاحية، ويجب أن تكون هناك سلطة مركزية وإصلاحات بنيوية مالية وإدارية، فيما هناك حرص على دعم الجيش وضرورة انتشاره في الجنوب، وأن يكون دون سواه من يحمي لبنان واستقراره.