إخلاء مدارس في طرابلس من نازحين سوريين: الإيواء في مخيّمات… أو الترحيل
على مدى الايام الثلاثة الماضية، تم اخلاء عدة مدارس رسمية غير مدرجة على لائحة الايواء، من نازحين سوريين انتقلوا من مناطق القصف “الاسرائيلي” في الجنوب والضاحية والبقاع الى طرابلس، وانضم اليهم نازحون من طرابلس بهدف الاستفادة من صناديق الاغاثة المخصصة للنازحين الجنوبيين والبقاعيين ومن الضاحية.
المدارس التي أخليت هي مدرسة “مي” الرسمية في الزاهرية، ومدرسة “الفارابي” الرسمية في القبة ومدرسة “النصر” في باب الرمل.
تأتي عملية الاخلاء لسببين:
– اولا: انها مدارس غير معتمدة للايواء، وجرى فتحها عنوة حسب مصادر طرابلسية، لاستقبال النازحين السوريين فقط دون نازحين لبنانيين.
– ثانيا: لان لجان الاهل في هذه المدارس اعترضت على اعتمادها مراكز ايواء، مما يعرقل افتتاح العام الدراسي، ويمنع اولادهم من الالتحاق بمدارسهم، ونظرا لكون المدارس تقع في مناطق شعبية، وليس بقدرة الاهالي نقل اولادهم الى مدارس بعيدة عن اماكن سكنهم.
الاهالي نفذوا عدة اعتصامات امام هذه المدارس، وأصروا على اخلائها فورا دون تأخير لبدء العام الدراسي، وجاءت التلبية من وزارة التربية اثر مراجعات عديدة والضغوط الشعبية، الامر الذي أربك المراجع الرسمية المسؤولة في ما يتعلق بالنازحين السوريين، الذين اخلوا المدارس.
شوهدت باصات عديدة جرى استقدامها لنقل النازحين السوريين الى مخيمات في مناطق عكار، مع اقتراحات جادة بانشاء مخيمات جديدة لإيوائهم في عكار، ولا سيما ان قضية ايواء النازحين السوريين هي من مسؤوليات الامم المتحدة، التي تقدم لهم كل اشكال الدعم المالي والاغاثي الشهري عبر بطاقات مصرفية، ومن غير المنطقي دمجهم مع المهجرين اللبنانيين، وهي قضية مستجدة تحتاج الى عناية رسمية فائقة، لم يحصلوا عليها بالشكل الشامل والكامل، ولم يصل اليهم الا النذر اليسير من الهبات والمساعدات التي يحكى عنها في وسائل الاعلام، بخاصة مع بدء فصل الشتاء وحاجتهم الى وسائل التدفئة والفرش والاغطية وغيرها.
في الوقت عينه، ترى اوساط شمالية ان احتمال ترحيل النازحين السوريين الى بلادهم أمر جدي ومطروح مؤخرا، ويتم التداول به بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وانه يتم ترتيب امر الترحيل في وقت قريب، عقب موجات التهجير الكبيرة من الجنوب والضاحية والبقاع الى الشمال، وما تسببه ويسببه هذا التهجير من اعباء على مختلف المستويات في طرابلس والشمال، غير المجهز في بناه التحتية وتبعاتها للضغط السكاني الكبير، الذي بات علامة فارقة في شوارع طرابلس وكل انحاء الشمال، في غياب للاجراءات الجدية المناسبة والتي تجاوزت كل التقديرات لحجم التهجير، فوقعت غرف ادارة الكوارث في ازمات متفاوتة بين منطقة واخرى.