التصعيد الإسرائيلي يُناقض التفاؤل: لبنان بين النار والحلول الممكنة

التصعيد الإسرائيلي يُناقض التفاؤل: لبنان بين النار والحلول الممكنة

الكاتب: داود رمال | المصدر: الانباء الكويتية
19 تشرين الثاني 2024

رأى مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ«الأنباء» أن «إشاعة أجواء التفاؤل وسط التصعيد الإسرائيلي العنيف، تثير تساؤلات حول جدية الأطراف المعنية في التوصل إلى تهدئة حقيقية».

وقال: «الوضع الحالي يتشابك مع تحولات دولية خطرة، خصوصا في ظل المرحلة الانتقالية بالولايات المتحدة، حيث يبقى اليقين الوحيد لدى الإدارة الأميركية المقبلة هو حالة عدم اليقين. هذه السياسة المبهمة تعزز استراتيجية إبقاء العالم في حالة ارتباك دائم».

وقال المصدر: «الملف الإسرائيلي الأبرز على جدول أعمال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يظل الملف النووي الإيراني. وفي هذا السياق، تكثف إسرائيل ضغوطها لدفع واشنطن نحو شراكة مباشرة لتدمير المشروع النووي الإيراني، وهو تطور قد يدخل المنطقة في مرحلة غير مسبوقة من التصعيد».

وتابع المصدر: «أما في لبنان، فإن الحل يبدو نظريا أسهل من غزة، فالجبهة الشمالية تمثل تهديدا وجوديا للأمن الإسرائيلي».

وأكد أن «الطرح الواقعي هو وقف إطلاق نار دائم وشامل مدعوم بآلية لتنفيذ القرار 1701 بكامل بنوده، باعتبارها الركيزة الأساس لأية تسوية».

وفي هذا السياق، أشار المصدر إلى أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبحسب سفير دولة كبرى في بيروت، نجح في تأمين حاضنة سياسية داخلية واسعة تسمح له بالذهاب إلى وقف إطلاق نار مع لبنان. وتدور المفاوضات على جبهتي الميدان والديبلوماسية، في حين يعتمد رئيس مجلس النواب نبيه بري على خارطة طريق سبق أن تم الاتفاق عليها مع الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين».

ولفت إلى «انه من جهة أخرى، تطرح أفكار حول تشكيل لجنة مراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تحت مظلة القرار 1701. والنقاش يتركز على الدول المشاركة في اللجنة العسكرية الثلاثية، اللبنانية – الإسرائيلية – الأممية وانضمام دول جديدة إليها، مع تأكيد لا لبس فيه على سيادة لبنان الكاملة التي لا يمكن المساس بها أو الانتقاص منها».

وسأل المصدر: «مع هذه التطورات، يبقى السؤال المحوري: هل يمكن لهذا الزخم أن يحقق تسوية دائمة، أم أن التصعيد الإسرائيلي سيفرض واقعا أكثر تعقيدا في المستقبل القريب؟».