خاص- عشق لبنان فقُتِلَ عشية استقلاله

خاص- عشق لبنان فقُتِلَ عشية استقلاله

الكاتب: أسعد نمّور | المصدر: Beirut24
19 تشرين الثاني 2024

لم تكن عشية عيد استقلال لبنان في العام ٢٠٠٦ كسابقتها من السنوات اذ اغتالت أيادي الإجرام الغادرة الشيخ بيار الجميل في جريمة مروعة وقعت حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر، في منطقة الجديدة المتن ليفوح عطر دماء الشاب الذي آمن بلبنان لبخورٍ على مذبح الشهادة في سبيل إحيائه. تعرض بيار لإطلاق نار كثيف بينما كان في سيارته، ما أدى إلى استشهاده على الفور، في مشهد هزّ كلّ قلبٍ وروح عشقت لبنان.

كان هذا الاغتيال استهدافًا لصوت جريء نادى بسيادة لبنان ورفض أي وصاية على قراره الوطني، ليخسر الوطن شابًا جسّد الأمل في بناء دولة حرة ومستقلة. بيار الجميل لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان رمزًا لفكرٍ ونهج يُعلي شأن الوطن فوق كل اعتبار، ويضع سيادة لبنان وحريته في صدارة الأولويات.

بيار الجميل: رؤية الشباب ووجدان الوطن

لم يكن الشيخ بيار مجرد ابن عائلة سياسية عريقة، بل كان عنوانًا للتجدد والتغيير. شابٌ حمل في عقله رؤية عصرية للبنان، وفي قلبه محبة خالصة للوطن.

فمن خلال مسيرته في حزب الكتائب، شكّل بيار نموذجًا للسياسي الذي يقود بروح الشباب ويعمل لتوحيد اللبنانيين حول قضية الحرية والسيادة.

كان بيار صريحًا في مواقفه، جريئًا في دفاعه عن لبنان، رافضًا لأي وصاية أو تدخل في القرار الوطني. آمن بأن بناء الدولة لا يتحقق إلا من خلال استقلالها الكامل، وسيادة القانون، واحترام المؤسسات.

اغتيال أوجع الوطن

في تلك الأمسية الحزينة من عام  ٢٠٠٦، خسر لبنان أحد أبرز الأصوات الداعية للحرية والسيادة. الجريمة التي استهدفته لم تكن مجرد اعتداء على شخصه، بل كانت رسالة لكل من يرفع صوته دفاعًا عن لبنان المستقل.

ورغم الألم الكبير الذي خلفه اغتياله، تحوّل بيار إلى رمز للصمود في وجه التحديات. استشهاده لم يطفئ شعلة الأمل، بل أشعل في قلوب الكثيرين العزيمة لمواصلة الدفاع عن القيم التي عاش وناضل من أجلها.

فكر بيار ومسيرته باقية وعهدنا له

ما يجعل من ذاك السياسي الشاب خالدًا في وجداننا ليس فقط المأساة التي رافقت رحيله، بل أيضًا إرثه السياسي والفكري.

بيار علّمنا أن محبة لبنان ليست شعارات، بل عمل وتضحية وعطاء. علّمنا أن السيادة ليست هبة، بل حقٌّ علينا أن نحميه مهما كان الثمن.

في ذكرى اغتيال بيار، نقف اليوم حاملين فكره ونهجه، مؤمنين بأن مسيرته لم تنتهِ برحيله، بل بدأت فصلًا جديدًا من التحدي والعمل لتحقيق حلمه بلبنان حر ومستقل.

نعدك، يا بيار، أن نبقى أوفياء لرسالتك، وأن نستمر في النضال من أجل وطنك الذي أحببته حتى الموت.

لبنان الذي حلمت به، سيبقى هدفنا وغايتنا، وستظل ذكراك حية في قلوبنا وقضيتك نبراسًا يضيء لنا الطريق.