حصاد اليوم- هوكشتاين يبثّ تفاؤلًا حذرًا في الأوساط اللبنانية والمعارضة ترفض تفرّد الحزب بقرار السلم بعد تفرّده بقرار الحرب
على وقع استمرار التدمير الإسرائيلي الممنهج لقرى الجنوب وبلداته، أطل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين من عين التينة بعد ساعتين من المحادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليضفي بعض التفاؤل المشوب بالحذر على المشهد السوداوي القائم، بقوله إن “الفرصة حقيقية للوصول الى نهاية النزاع ، والحل أصبح قريباً”. إلا أن السؤال الذي طرح نفسه هو: إذا كان الردّ اللبناني، وتحديدًا رد “حزب الله”، على الورقة الأميركية إيجابيًا، لماذا استلزم هذا الردّ الإيجابي ساعتين من المفاوضات؟
اجتماع بنّاء ومفيد
في المحطة الأولى له في بيروت اعتبر المبعوث الأميركي أن اجتماعه مع الرئيس بري كان “بناء ومفيدا للغاية، وعدت لان امامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهابة النزاع، والقرار يبقى قرار الافرقاء والحل اصبح قريبا من ايدينا وهناك نافذة ولا اريد التفاوض في العلن”.
أولوية وقف النار
المحطة الثانية في جولة هوكشتاين كانت في دارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكانت أسهل وأسرع من الأولى، خصوصًا بعدما اعترف الأخير بتسليم المفاوضات الى الرئيس بري واكتفائه بالاطلاع على مسارها. وفي خلال الاجتماع، جدد ميقاتي التأكيد على أن “الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة”. وأشار الى أنّ “الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية”.
اليرزة
ومن بيروت انتقل هوكشتاين الى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون.
سكانر
وكان هوكشتاين وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي صباحا. وخضع مع الوفد المرافق للتفتيش، كما قام ، من تلقاء نفسه، بوضع حقيبته على جهاز “السكانر” لكي يُكشَف عليها، تطبيقاً للقوانين.
الكلمة المؤجلة
في شأن متصل، أعلن عن كلمة للامين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عصر اليوم، قبل ان يتم إرجاؤها الى وقت يحدد لاحقا. وأشارت مصادر الى أن سبب التأجيل قد يكون بسبب التسجيل المسبق للكلمة ما استدعى تحديثها في ضوء نتائج زيارة هوكشتاين.
التصعيد مستمر
وفي انتظار وصول هوكشتاين الى تل أبيب وتسلمه الرد الإسرائيلي على الرد اللبناني على الورقة الأميركية، شهدت العمليات العسكرية من جانبي إسرائيل و”حزب الله”، تصعيدا كبيرًا، حيث شن الطيران الإسرائيلي، فجرا، غارة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من دون سابق انذار ما أدى الى سقوط شهيدين. واذ لم تهدأ الغارات على قرى الجنوب، اعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة. واشار الى ان “الفرقة 98 تواصل العمل في مواقع عدة في جنوب لبنان حيث دهمت معقلاً مركزياً لحزب الله”. واعلن ايضا “قتل قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لحزب الله علي توفيق الدويك في كفرجوز”.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” انه شن هجمات عدة بالمسيرات والصواريخ نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب، وعلى قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا، وعلى تجمع لقوّات جيش العدو جنوبي مدينة الخيام، وتجمع لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة، وتجمع لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع”. كما استهدف منزلاً يتحصّن فيه جنود العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس. واستهدف أيضًا قاعدة غليلوت في ضواحي تل أبيب، وقاعدة بيت ليد التي تبعد عن الحدود 90 كلم شرق مدينة نتانيا، وقاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، ومدينة صفد المُحتلّة. واعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المنارة، وتجمع لقوات العدو في مستوطنة أفيفيم، و”طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع “هرمز 450” في أجواء بلدة الطيبة وتم إسقاطها. كذلك، استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام للمرّة الخامسة، وفي مستوطنة مرغليوت للمرّة الثانية، وأيضاً قاعدة تل حاييم التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب.
معارضة التفرّد بالتفاوض
في التطورات الداخلية، تفاعلت مسألة حصر التفاوض بالرئيس بري في أوساط المعارضة اليوم. فقد أكد تكتل “الجمهورية القوية” والهيئة التنفيذية في حزب “القوات اللبنانية” “أنّ التفاوض الجاري هو بين إسرائيل و”حزب الله” وليس بين إسرائيل والدولة اللبنانية، ولا يعبِّر عن إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم إلى سيادة ناجزة تم تغييبها منذ 34 عامًا إلى اليوم. كما تم التأكيد أنّ أي تفاوض يجب ان تتولاه الدولة حصرا، وينبغي ان يتم وفقا للأحكام الدستورية المعنية، كما يجب ان يكون بشروط الدولة، أي وفقًا للنصوص المرجعية، وأي تفاوض يجب أن يتولاه رئيس الجمهورية، وهذا ما يفسِّر أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية”.
لمشاركة مجلس النواب
من جهته، رفض المكتب السياسي الكتائبي “أن يكون حزب الله هو المفاوض الأوحد عبر أي وسيط كان، وسأل عن مصدر سلطة المفاوضين لقبول أو رفض قرارات ستلزم لبنان واللبنانيين لسنوات الى الأمام، في حين أن مصيرية المرحلة تفرض مساراً لا يخرج عن الأصول الدستورية ولا سيما في غياب رئيس للجمهورية، وتحتم إطلاع الرأي العام على حقيقة المداولات. وفي هذا الإطار، جدد حزب الكتائب مطالبته مشاركة مجلس النواب واطلاعه على تفاصيل الأوراق والبنود المطروحة وإشراكه في القرار فيتمكن من لعب دوره التمثيلي حفظاً لقرار اللبنانيين في السلام بعدما حُجب عنهم عندما أقحموا في الحرب رغماً عنهم”.