بري لم يتلقَّ جواب “الحزب” وتصعيد إسرائيل لا يُبشّر بخير

بري لم يتلقَّ جواب “الحزب” وتصعيد إسرائيل لا يُبشّر بخير

الكاتب: سابين عويس | المصدر: النهار
18 تشرين الثاني 2024

على وقع تصعيد إسرائيلي كبير أمس، كان رئيس المجلس نبيه بري في حال من الانتظار لجواب “حزب الله” على مسوّدة المقترح الأميركي الذي حملته السفيرة الأميركية إلى عين التينة. وبالرغم من أن السفيرة تتوقع أن تتبلغ الجواب اليوم الاثنين، فإن أجواء التصعيد الإسرائيلي، معطوفة على استهداف مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الحزب محمد عفيف، شكلت رسالة واضحة تلقفها الحزب، ومفادها أن تل أبيب ليست في وارد السير حالياً في أي اتفاق لوقف النار، خلافاً للتوقعات التي سادت أخيراً بأن إسرائيل تسابق الاتفاق برفع سقف اعتداءاتها بهدف الضغط على الحزب للسير بالاتفاق.

وبناءً على ذلك، تفيد المعلومات أن لا جواب قريباً يقدمه بري الذي يتولى مباشرة باسم لبنان وباسم الحزب المفاوضات، إلى الجانب الأميركي، ما يعني أن الأمور لا تزال تدور في مربعها الأول، وأن كل الكلام أو المعلومات عن تعديلات في المقترح تأخذ في الاعتبار المطالب اللبنانية، أو العودة إلى الورقة الفرنسية، لا تزال في دائرة التفاوض، ولم تحقق أي تقدم أو خرق.

وهذا المشهد سينسحب على أي زيارة محتملة جرى التحدث عنها للموفد الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة. وفي هذا السياق، تفيد المعلومات المتوافرة أن هوكشتاين أبلغ كلاً من رئيسي المجلس  وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن زيارته لبيروت رهن بالأجوبة التي سيقدّمها بري باسم الحزب على المقترح، وما إن كانت تحمل تجاوباً وتفتح الطريق أمام الحل، وإلا فلن يكون للزيارة أي جدوى، لا للبنان ولا حتى لإسرائيل. وهذا يشير إلى أن المفاوضات بلغت حدّها الأقصى، ولن يكون هناك بالتالي مزيد من البحث والنقاش، ولا سيما أن التفاوض يترافق مع تصعيد عسكري لا يعكس نيّة إسرائيلية جدية في التفاوض أو في التوصل إلى وقف النار.

يُذكر أن بري لم يتسلم ورقة مكتوبة من جونسون بل هي حملت مقترحاً من خمس أوراق و١٣ بنداً، وتحادثت مع بري في شأن الملاحظات والتعديلات شفهياً لا خطياً لتلافي تسريب الورقة، وإبقاء المحادثات في شأنها سرية. وهي فعلت المثل عند ميقاتي حيث أبلغته بنتائج محادثاتها مع بري من دون أن تسلمه مقترحاً رسمياً، وأنها تنتظر أن تتبلغ من بري جواب الحزب الاثنين ليصار على أساسه إلى تحديد الخطوات المقبلة. لكن النفحة التفاؤلية التي حرص بري على إطلاقها، تراجعت أمس، واستبعدت مصادر مواكبة للمفاوضات اتفاقاً قريباً على وقف النار في ظل استمرار إسرائيل في التمسك بشروطها حيال حرية تحركها في لبنان، وهي النقطة الخلافية الأبرز في المقترح.