حصاد اليوم- إسرائيل تواصل تدمير الضاحية وارتكاب المجازر ولاريجاني للبنانيين: عليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم
على وقع الغارات الإسرائيلية التي تلامس حدود مطار بيروت، وبالتزامن مع أنباء غير واقعية عن وساطة أميركية لوقف إطلاق النار بين اسرائيل و”حزب الله”، وصل كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية علي لاريجاني على عجل الى لبنان لإعطاء الحزب التوجيهات الجديدة للقيادة الإيرانية، والتي قد تتلاقى مع تطلعات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالاحتكام الى الميدان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في انتظار دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل. إنها بالفعل مرحلة اللعب في الوقت الضائع، حيث الوضع مرشح للتصعيد الى حدود غير مسبوقة.
جولة لاريجاني
استهلّ لاريجاني زيارته الرسمية إلى بيروت من السراي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اكد في خلال الاجتماع “ان المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الاخر”. وشدد “على ان الحكومة اللبنانية تعطي الاولوية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، من دون اي تعديلات او تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته”.
نريد حل المشكلة
بعدها انتقل لاريجاني الى مقر الرئاسة الثانية للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكان عرض لتطورات الاوضاع العامة. بعد اللقاء قال لاريجاني ردا على سؤال حول دعم إيران تنفيذ القرار 1701: اي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية وأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية نحن نوافق عليه وندعمه. وعما إذا كانت الزيارة لنسف الوثيقة او المبادرة الاميركية؟ أجاب: نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة، والذي ينسف الاوضاع هو نتنياهو وانصاره واعوانه ، فعليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم. وهل نقلتم رسالة السيد علي الخامنئي للرئيس نبيه بري تحديداً؟ “نعم تم نقلها”.
مسودة المقترح الأميركي
في الغضون، أفادت مصادر مطلعة بأن “حزب الله تسلّم نسخة من مسودة مقترح لوقف إطلاق النار، التي نقلتها السفيرة الأميركية إلى رئيس مجلس النواب”. وأوضحت أن الحزب سيقوم بدراسة النقاط المدرجة في المسودة، على أن يرفع قريبًا ملاحظاته إلى بري.
من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن “مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر”. وتابعت: “وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفل”.
غارات على الضاحية
في التطورات الميدانية، تستمر المواجهات البرية بين “حزب الله” وإسرائيل في بعض القرى الحدودية، ومثلها الغارات على الضاحية الجنوبية في الليل كما في النهار مستهدفة ابنية بعد تحذيرات بالاخلاء. واستهدفت اليوم في شكل اساس مناطق الغبيري والحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.
تقدم في البر
من جهة ثانية، أشارت المعطيات الاخيرة الى ان القوات الإسرائيلية تقدمت من بلدة مركبا نحو طلوسة للمرة الاولى. في حين يتواصل القصف والغارات على قرى الجنوب وصولا الى النبطية ما ادى الى استشهاد المواطنين فضل وحسن منصور وجواد الصبوري وحسين منصور .واستشهد لؤي الموسوي في النبطية الفوقا. وليلا ارتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة مروعة في بلدة عربصاليم في منطقة اقليم التفاح حصدت 6 شهداء بينهم 5 مسعفين عندما استهدفت الطائرات الحربية المعادية مركزهم في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية فدمرته.
غارات على البقاع
وبقاعاً، إستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى مؤلفا من طبقتين، في حي الشعب في مدينة بعلبك، فقضى ثمانية اشخاص، إلى جانب أكثر من 20 جريحا .كما اغار على مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس، عند مدخل مدينة بعلبك، ما ادى إلى سقوط 12 شهيدًا.
حراك فرنسي
في الاتصالات الدبلوماسية، إستقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرضٌ للجهود القائمة من أجل التوصل الى وقفٍ لاطلاق النار. وشدد بوحبيب على أن أي اقتراح لحلّ النزاع يجب أن يستند الى احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه وحدوده المعترف بها دوليا، والى القرار 1701.
تسمية الأشياء بأسمائها
ماغرو زار ايضا معراب واجتمع مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ، وتناول البحث مختلف التطورات المحلية والإقليمية. كما تناول اللقاء الملف الرئاسي والجهود المستمرة من قبل الخماسية على رغم صعوبة المرحلة. وشدد جعجع على ضرورة تطبيق القرارات الدولية كخارطة طريق ومخرج إلزامي للأزمة الراهنة، عبر استعادة مؤسسات الدولة سيادتها وقرارها، إذ لم يعد من الممكن العودة إلى الوراء، ولا يجوز طرح أنصاف الحلول، بل تجب تسمية الأشياء بأسمائها واتخاذ المواقف الصريحة والشجاعة لإخراج لبنان من المحنة التي يتخبط فيها.
دعم سعودي
ليس بعيدًا، زار السفير السعودي وليد البخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأكد حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي بحق الشعب اللبناني. وشدد السفير البخاري على أن المملكة كانت وستبقى إلى جانب لبنان واللبنانيين في السراء والضراء. من جهته، أكد المفتي دريان أن “لا خلاص للبنان إلا بتنفيذ القرار 1701 وتطبيق اتفاق الطائف والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بمشاركة كل المكونات اللبنانية وتأليف حكومة قوية وفاعلة وتفعيل مؤسسات الدولة والعيش في كنفها”.
سلاح المقاومة
في مجال آخر، توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالقول: قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة، ولا قيمة للبنان بلا المقاومة، وأنصح البعض ألا يتطوع لمهمة لا تستطيع إسرائيل القيام بها، وما يجري حرب بحجم المنطقة، وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب، ولا مصلحة لأحد بلعب دور إسرائيل في لبنان”.