تصعيد متدحرج يفاقم مخاوف “الشهرين”… لبنان لن يقبل “مندرجات” إسرائيل للـ1701

تصعيد متدحرج يفاقم مخاوف “الشهرين”… لبنان لن يقبل “مندرجات” إسرائيل للـ1701

المصدر: النهار
14 تشرين الثاني 2024

لم يبدّل إنتظار لبنان نتائج اللقاء الأول بين الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس في رهان صعب جداً عليه لوقف نيران الحرب المدمرة على البلاد، شيئاً من الواقع التصعيدي المتدحرج الذي لم تصمد أمامه كل المؤشرات والمعطيات التي تحدثت عن مشاريع لوقف النار. وإذا كانت عين التينة والسرايا لا تزالان تتوقعان اتصالات من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في الساعات المقبلة لوضعهما في أجواء الدفع الأميركي نحو تسوية لوقف النار، فإن التطورات الميدانية التي حصلت في الساعات الأخيرة أبرزت مزيداً من التصعيد الذي لا يوحي بأي إمكان للجمه وخفضه في وقت منظور.

 

هذه المعطيات القاتمة أعادت احياء المخاوف لدى الجهات اللبنانية المعنية بالتفاوض مع الجانب الأميركي وسواه من صحة ما تردد عن مهلة شهرين متبقيين أمام إسرائيل لكي تنجز خطتها وأهدافها في لبنان قبل تسلّم الرئيس ترامب مهماته الرئاسية، لأن الوتيرة التصعيدية خلال هذه الفترة تبدو مثيرة للقلق البالغ ولن يتحملها لبنان بما يتهدده تالياً بأخطار انهيارات تتجاوز بتداعياتها أخطار الحرب الميدانية تدميراً وقتلاً وتهجيراً. وليس أدل على وحشية الحرب التي تطاول اللبنانيين من تسجيل سقوط 78 شهيداً و122 جريحاً يوم الثلاثاء الماضي. وما يزيد من خطورة هذا المناخ بدء انكشاف تباينات عميقة غير قابلة للترميم في النسخ “التجريبية” التي سُرّبت والمواقف العلنية أيضاً حيال مشروع التسوية لوقف النار بعدما أعلن الجانب اللبناني بشكل قاطع رفضه للشروط التي تطرحها إسرائيل والتي يعتبرها لبنان متجاوزة لكل مندرجات القرار 1701. وهو الأمر الذي وجد الجانب اللبناني في تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ما يثبته إذ كرّر أمس الإعلان “أننا لن نقبل بأي تسوية لا تشمل نزع سلاح “حزب الله” وانسحابه إلى ما وراء الليطاني ولن نوقف الحرب في لبنان ولن نبرم أي اتفاق من دون إقرار بحقنا في العمل بقوة ضد أي خرق”. وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المقابل أن لبنان يرفض أي شروط تشكل تجاوزاً للقرار 1701 ” وشدد على التزام الحكومة تعزيز وجود الجيش في الجنوب بالتعاون مع قوة اليونيفيل.

 

وزير الخارجية المصري

واحتلت المساعي الديبلوماسية لوقف النار في لبنان الحيّز الأوسع في زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبيروت أمس ومحادثاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد جوزف عون حيث شدد على “أن الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية هي وقف إطلاق النار من دون أي شروط، وانهاء الشغور الرئاسي”، وأكد “أنه لا بد من أن يكون الانتخاب في اطار ملكية وطنية لبنانية لهذا الملف من دون إملاءات خارجية، ومن دون إقصاء لأي طرف، فالكل عليه أن يتشارك ويتوافق لانتخاب رئيس للبلاد”.

إلى ذلك، حرص عبد العاطي في حديث لـ”النهار” على التركيز على رسالة تتعلق بالدعم الكامل للجيش للانتشار جنوب الليطاني وتنفيذ القرار 1701 وأيضاً دعم كل المؤسسات اللبنانية.

 

يشار الى انه في اطار التحركات السياسية المتصلة بالوضع في لبنان التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في واشنطن في إطار جولته على عواصم غربية، الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وتناول اللقاء التطورات في لبنان وجهود وقف إطلاق النار حيث أكد الجميل “ضرورة أن تكون مصالح لبنان الوطنية، بما فيها السيادة واستعادة القرار الحر، جزءاً أساسياً من أي تسوية مستقبلية”.

 

مزيد من التصعيد

على الصعيد الميداني، مني الجيش الإسرائيلي بضربة قاسية في الجنوب حيث قتل 7 جنود إسرائيليين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة بتفجير مبنى مفخخ وانهياره عليهم في عيناتا في  جنوب لبنان. وفيما وصف الجيش الإسرائيلي الحادث بـ”الحدث الصعب جداً” نقلت وسائل اعلام إسرائيلية اقرار الجيش باصابة 3 من جنوده في معارك في منطقة الجنوب خلال الـ24 ساعة الماضية. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن مقتل 9 جنود إسرائيليين في انهيار المبنى في عيناتا مشيرة الى أن المبنى كان مفخخاً.

 

وعصر أمس أعلن “حزب الله” انه “للمرة الأولى، شن هجوماً جوياً بسربٍ من المسيرات الانقضاضية النوعية، على قاعدة الكرياه (مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة”.

 

وبعد ليلة تجدّدَ فيها القصف الجوي الإسرائيلي العنيف على الضاحية الجنوبية، استهدف الطيران الإسرائيلي الضاحية أمس بسلسلة من الغارات، عقب انذار أطلقه الجيش الإسرائيلي لسكان بعض المباني للاخلاء. واستهدفت الغارات حارة حريك والليلكي والغبيري. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي إن “الجيش استكمل موجة جديدة من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية على مدار الساعات الماضية وتم استهداف مستودعات أسلحة ومقرات قيادة إرهابية وبطارية صواريخ لحزب الله في بيروت”. كذلك أغار الطيران الإسرائيلي على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار، ما أدى إلى إصابة المبنى بأضرار كبيرة شملت طوابق عدة حيث اندلعت النيران فيها. وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة ادت إلى سقوط ستة شهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة خمسة عشر آخرين بجروح.