خاص – نتنياهو يستعجل الحسم العسكري قبل تسلم ترامب
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في حملته الانتخابية، أنه سينهي الحروب في العالم فور تسلمه ولايته في 20 كانون الثاني المقبل. فقد وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا وبإحلال السلام في الشرق الأوسط. وهذا يعني، إذا صدق في وعده، أن الأمور ستنقلب رأسا على عقب في غزة ولبنان. فكيف يمكن لهذا التغيير أن يحصل، فيما التصعيد على أشده، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي تسوية يتم طرحها.
الخطة هي كالآتي، استنادا إلى تحليلات تستند إلى تقارير نشرها بعض العاملين السابقين في مراكز قرار في واشنطن:
بعد فوز دونالد في انتخابات الرئاسة الأميركية، أصبحت الصورة واضحة لدى نتنياهو، وفتحت أمامه السبل لتحقيق غاياته. هو يعتبر الآن أن هذه الفرصة التاريخية قد لا تتاح مرة أخرى، وعليه الإفادة منها إلى أقصى الحدود. فحركة “حماس” هي في أسوأ أحوالها، وغزة مدمرة. و”حزب الله” تلقى ضربات أضعفته إلى حد غير مسبوق. وفوق ذلك، وصل إلى البيت الأبيض الرئيس الوحيد ربما الذي سيفتح لنتنياهو الطريق لينفذ ما يريد. فترامب هو الذي تجرأ على نقل سفارة بلاده الى القدس، وهو الذي سيكمل ما بدأه على صعيد منح إسرائيل ما لم يمنحه لها أي رئيس أميركي آخر.
وتؤكد التقارير التي نشرت نقلا عن مسؤولين أميركيين سابقين، أن ترامب أعطى لنتنياهو الضوء الأخضر للحسم العسكري في لبنان وغزة، لا بل طلب منه المضي في عمله الهادف إلى إضعاف الحركة والحزب إلى أقصى حد ممكن قبل تاريخ تسلمه مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
فترامب يريد أن يبدأ عهده بمسار يؤدي الى السلام. ومن أجل أن يأتي السلام لصالح إسرائيل، أي ان تكون التسويات على الطريقة التي تريدها إسرائيل، على نتنياهو أن يضغط عسكريا خلال الشهرين المقبلين، كي يكون ميزان القوة الى جانبه عند البدء بالتفاوض.
ولا يستبعد أن يوافق ترامب على قرار ضم الضفة الغربية أو المناطق التي بنيت عليها المستوطنات. وبالنسبة إلى لبنان، سيمضي التفاوض على أساس انسحاب الحزب وأسلحته من جنوب الليطاني. ولكن الضمانات او الجهات التي ستضمن التنفيذ، هي البند الأهم في أي اتفاق.
وما التسريبات التي تنتشر عن شروط إسرائيلية سوى عينة لما يمكن أن يكون محل تفاوض في المرحلة المقبلة. ومع أن الأمورما تزال غير واضحة تماما، فإن الأكيد أن هناك تنسيقا مسبقا بين ترامب ونتنياهو حول الحل السياسي المتوقع في المنطقة. وسيعمل الطرفان الأميركي والإسرائيلي على قطع الاتصال بين إيران وذراعها في لبنان، أي الحزب. ومن أجل الوصول إلى ذلك، وضمان عدم حصول الحزب على أسلحة جديدة، يجري اليوم الحديث عن توكيل هذه المهمة إلى القوات الروسية في سوريا. وبالفعل أجرى الوزير الإسرائيلي رون ديرمر المقرب من نتنياهو محادثات في كل من واشنطن وموسكو للبحث في إمكان إسناد دور لروسيا في الحل المرتقب، والذي سيأتي من ضمن تسوية تشمل أوكرانيا، حيث تنتهي الحرب مع إبقاء بعض المناطق التي دخلتها القوات الروسية تحت حكم موسكو، في مقابل دورها في كبح جماح طهران.
فالحل الذي سيعمل عليه ترامب هو إنهاء نفوذ أذرع إيران على الأقل. ومع أن الغموض يكتنف كيفية التوصل الى ذلك، فإن هناك مؤشرات الى احتمال توقيع اتفاق نووي جديد وفقا للشروط الأميركية، او امكانية العودة الى سياسة الضغط الكبير او تشديد العقوبات.
لذا، لم يضيع نتنياهو ثانية واحدة منذ فوز ترامب. فعمد إلى عزل وزير دفاعه القريب من إدارة ترامب يوآف غالانت، وعين مكانه الوزير يسرائيل كاتس، الذي بدوره أعاد الزخم إلى الميدان. وبتنا نشهد غارات يومية ليلا ونهارا على الضاحية الجنوبية، كما بدأت المرحلة الثانية من الغزو البري، مع توسيع المدى الذي ستدخله القوات الإسرائيلية لتفكيك المزيد من البنية التحتية للحزب وتدمير القرى بعد تهجير أهلها. كما يلاحظ اتساع نطاق الغارات التي تنفذها إسرائيل في سوريا، والتي تستهدف قواعد للحزب او مخازن أسلحة أو شخصيات قيادية.
.ومن هنا، فإن أي حديث عن تسويات أووقف للنار في الوقت الراهن هو في غير زمانه الصحيح. فالكلمة الآن للميدان، وبعدها تبدأ المفاوضات