حصاد اليوم- الضاحية تحت الغارات على مدار الساعة والراعي يدعو إلى مؤتمر لتطبيق الطائف والقرارات الدولية

حصاد اليوم- الضاحية تحت الغارات على مدار الساعة والراعي يدعو إلى مؤتمر لتطبيق الطائف والقرارات الدولية

الكاتب: beirut24
14 تشرين الثاني 2024

الكلمة للميدان. عبارة قالها الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قبيل استشهاده ولا تزال سارية المفعول الى الآن، لأن الحرب مستعرة ولا يريد طرفاها إنهاءها. فاسرائيل التي تزعم “اننا قريبون أكثر من أي وقت للتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان”، تبدو متجهة نحو اعتماد المزيد من التدمير في الضاحية الجنوبية، وفق ما تظهر معطيات الميدان منذ ثلاثة ايام من الغارات المتواصلة على مدار الساعة واستخدامها قوة الردع المفرطة، بالتدمير الكامل للمباني للمباني وللبنية التحتية، توازيا مع القصف المدفعي العنيف والغارات جنوبا وبقاعا مخلفة دمارا هائلاً. في المقابل، يوسع “حزب الله” خارطة أهدافه داخل إسرائيل وصولًا الى تل أبيب، في محاولة للظهور بمظهر الطرف الصامد القادر على المواجهة مهما بلغت أكلافها وتضحياتها.

التصعيد مستمرّ

فغداة ليلة عنيفة في الضاحية الجنوبية، أنذر الجيش الاسرائيلي صباحا ايضا وخلال الظهر وبعده، سكان المنطقة مطالبا اياهم بالاخلاء الفوري، قبل ان يشرع في غارات عنيفة على عدد من المواقع، سبقها اطلاق نار في الشوارع تمهيدًا لإخلائها. كما استهدفت الغارات بعد الظهر في شكل مركّز مدينة النبطية وسوقها التجاري اضافة الى عدد كبير من البلدات. واستهدفت أيضًا حي الشعب في مدينة بعلبك ما ادى الى سقوط 3 شهداء إضافة إلى إصابة اثني عشر آخرين بجروح.

مواجهات برّية

وفي الميدان ايضا، خاض “حزب الله” منذ الصباح مواجهات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي عند اطراف بلدة عيترون باتجاه بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل، وأفيد عن سقوط اصابات في صفوف جنود الجيش الاسرائيلي. في المقابل، أعلن “حزب الله” ان عناصره استهدفت برشقة صاروخية تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا شرقا،واستهدف برشقة صاروخية موقع جل العلام الحدودي، وقصف نهاريا. كما استهدف مستوطنات يسود هامعلاه وثكنة دوفيف والمنارة وديشون وقاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش العدو شرق مستوطنة نتيف هشايارا ومدينة نهاريا بصليتين صاروخيتين.

جولة لاكروا

 وسط هذه الاجواء المحتدمة، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا والوفد المرافق بحضور قائد قوات اليونيفل الجنرال آرولدو لاثارو. وتناول اللقاء تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان، ومهام قوات اليونيفل.

وزار لاكروا ولاثارو ايضا وزير الدفاع موريس سليم. وخلال اللقاء اعرب وزير الدفاع عن تقديره “لمواقف وتضحيات اليونيفل في ظل الاعتداءات التي تتعرض لها مواقعها واصرارها على عدم مغادرة مراكزها على رغم كل هذه الظروف. واكد “تمسك لبنان ببقاء القوات الدولية في الجنوب لتتعاون مع الجيش اللبناني المنتشر معها في تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته، الذي أعلن لبنان مرارا التزام تطبيقه بعد وقف النار، فيما تمتنع اسرائيل عن التجاوب مع الإرادة الدولية بوقف حربها الإجرامية على لبنان”.

ألمانيا واليونيفل

في الغضون، نفت الحكومة الألمانية صحة التقارير، التي تتهم الجنود الألمان المشاركين في مهمة اليونيفل بالتعاون مع إسرائيل. وقالت وزارة الدفاع الألمانية في بيان: “وسائل الإعلام المقربة من حزب الله في لبنان تنشر رواية مفادها أن ألمانيا وقوة المهام البحرية التابعة للأمم المتحدة التي تقودها ألمانيا تدخلت في عمليات القتال في لبنان لصالح إسرائيل. الحكومة الألمانية تنفي بصورة قاطعة هذه الاتهامات”. وأضاف البيان: “هيئة الرادار الساحلية اللبنانية الممولة من ألمانيا يديرها جنود لبنانيون، والجيش اللبناني هو الذي يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها”.

لمؤتمر وطني دولي

في المواقف الداخلية، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفدا من نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي أنّه لا يخاف على لبنان ولا على نظامه، مشيرًا الى أنّ الحل يكمن بمقايضات سياسية فلا احد يشعر بالانتصار او الانكسار. وسأل أين الميثاقية في عمل الحكومة والمجلس النيابي طالما العنصر المسيحي مفقود، رئيس الجمهورية غير موجود؟ مشيرا إلى أن المسيحيين غير مسؤولين عن عدم انتخاب الرئيس إنما على رئيس مجلس النواب فتح المجلس ودعوة النواب للانتخاب في جلسات متتالية.

ودعا الراعي إلى مؤتمر وطني دولي بثلاثة عناوين: اولا تطبيق اتفاق الطائف بنصه وروحه، ثانيا تطبيق القرارات الدولية، ثالثا اعلان حياد لبنان.

ضبط الإنفاق

من جانبه، اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير العمل مصطفى بيرم، ومع وزير المال يوسف الخليل واطلع منه على واقع ايرادات الخزينة العامة وضرورة ضبط عملية الانفاق في هذا الظرف الصعب.

هجمات على سوريا

اقليميا، افادت وسائل إعلام سورية عن مقتل 15 شخصا في حصيلة أولية لسلسلة هجمات إسرائيلية على دمشق استهدفت حي المزة الذي يضمّ مقرات أمنية ومكاتب الأمم المتحدة وحي قدسيا غربي دمشق. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى سقوط 7 قتلى في استهداف شقة سكنية في حي المزة.

من ناحيتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “الهجوم الإسرائيلي على دمشق استهدف المقر الرئيسي لحركة الجهاد”.