مفاوضات وقف النار “بقيادة” هوكشتاين أم مسعد بولس؟
غالباً ما يسعى نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب إلى الكشف عن مهمات الموفد الرئاسي للرئيس جو بايدن آموس هوكشتاين في لبنان ومواعيد زيارته له، نظراً إلى العلاقة التي تجمع الرجلين، على نحو يستبق المهمة أقلّه بالتسويق لها. وبالرغم من علامات الاستفهام المحيطة بمصير مهمة هوكشتاين ودوره بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، ومباشرته استعداداته للعمل على الملفات التي سيطلقها عند توليه مهامه رسمياً، ترددت معلومات متضاربة عن احتمالات بقاء هوكشتاين في مهمته، بعدما تردد أن ترامب طلب منه الاستمرار، وفق ما صرّح به مساعد وزير الخارجية الأسبق هنري إنشر لقناة “الحرة” أمس، بقوله إن هوكشتاين تواصل مع ترامب الذي منحه الضوء الأخضر لاستكمال التفاوض والاستمرار في مهمته، فيما برز في المقابل كلام عن أنه أُقصي عن دوره، وأن الرئيس الجديد يعتزم أو قرر تكليف والد صهره ورئيس حملته العربية مسعد بولس هذا الملف، وقد عزز هذا الانطباع ما كشفه بولس نفسه عن أنه سيتولى الجانب اللبناني في التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق وقف النار، إلى جانب تكليف مسؤول آخر يتولى هذا الأمر مع الجانب الإسرائيلي، مؤكداً عزمه على زيارة لبنان قريباً.
قبل أيام، كشف بو صعب عن توجّه إسرائيل مضطرةً إلى حل ديبلوماسي، وأن الأجواء مهيّأة لذلك، متوقعاً أن يزور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المنطقة خلال هذا الأسبوع لمواصلة الجهود الديبلوماسية. وهو أكد أن مثل هذه الزيارة ستعكس استمرار قيادة المفاوضات في يد الإدارة الحالية، مستنداً إلى ما يملكه من معلومات في هذا الشأن، كاشفاً أن هناك تقارباً كبيراً في الأفكار من شأنه أن يؤدي إلى التوصّل إلى اتفاق على وقف للنار خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
لكن بو صعب تجنّب الإجابة عن أسئلة “النهار” حيال ما يملكه من معلومات في هذا الشأن، بحيث بدا أن توقعاته في شأن الزيارة لم تكن في محلها، بدليل أن هوكشتاين لن يزور بيروت هذا الأسبوع، كما تؤكد مراجع سياسية معنية بأي زيارة سيقوم بها الموفد الأميركي لبيروت. ذلك أن أياً من دوائر عين التينة أو السرايا لم تتبلغ بعد طلباً لموعد زيارة يقوم بها.
في الموازاة، تستمر تل أبيب في الترويج لأجواء إيجابية حيال إمكان التوصّل إلى اتفاق سياسي، علماً بأنها كانت قد رفضت المقترح السابق، وسرّبت أول من أمس مسوّدة لا تختلف في جوهرها عن المسوّدة التي تضمن تعديلاً جوهرياً يتصل بإعطاء إسرائيل حرية التحرك جواً وبراً وبحراً في لبنان إذا لمست ما يمكن أن يمسّ بأمنها الشمالي. وأمس، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي أن هناك تقدّماً في محادثات وقف النار على جبهة لبنان وأن العمل جارٍ مع الأميركيين في هذا الصدد.