حصاد اليوم- ترامب يثأر لخسارته الأخيرة بفوز استثنائي ونتنياهو يهنئ صديقه ويشيد بالتحالف العظيم بين بلديهما
عاد الرئيس الأميركي المنتخب مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بالزمن ثماني سنوات عندما هزم المرشحة الديمقراطية الأبرز هيلاري كلينتون، ليعيد الكرة نفسها اليوم بعدما هزم زميلتها كامالا هاريس، وكأن قدره أن يمنع وصول امرأة دخول امرأة الى البيت الأبيض إلا بصفة السيدة الأولى. وقبل الانتهاء من عملية فرز الأصوات سارع ترامب لإعلان فوزه، منتقمًا بعد أربع سنوات من هزيمته أمام جو بايدن في انتخابات 2020، محققًا فوزًا كبيرًا أعطاه لقب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، علمًا ان هذا الفوز شكّل سابقة في تاريخ السياسة الأميركية اذ لم يتم انتخاب رئيس أميركي لفترتين غير متتاليتين، منذ غروفر كليفلاند عام 1892. كما عزز ترامب انتصاره وثبّت ولايته باستعادة الجمهوريين مجلسي الشيوخ والنواب، ما يعني أن تعييناته الوزارية والقضائية لن تواجه اي اعتراض.
نتنياهو أول المهنئين
وفي وقت تتجه الانظار في المنطقة الى النهج السياسي الذي سيتبعه ترامب في ما يتصل بأوضاع الشرق الاوسط عموما والحرب بين اسرائيل وحماس وحزب الله، بعدما وعد بإنهاء “المعاناة والدمار في لبنان” واحلال السلام في المنطقة، سارع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الى تهنئة “صديقه”، قائلًا إن “عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
التصعيد مستمر
أما في لبنان الذي دخل مطلع هذا الشهر عامه الثالث من دون رئيس، فاستمر التصعيد الميداني والغارات من الجنوب الى البقاع مرورا بالضاحية الجنوبية، في حين استمر انتشال الجثامين بالعشرات من العين البقاعية وبرجا. وتركزت الغارات بعد الظهر على حارة حريك والليلكي في الضاحية الجنوبية، إضافة الى البقاع فطاولت مواقع قريبة من قلعة بعلبك، فيما كانت قرى الجنوب مسرحًا للقصف طيلة النهار.
في المقابل استهدف “حزب الله” مواقع اسرائيلية عدة كان أبرزها مطار بن غوريون الذي طاله القصف للمرة الأولى، ما اعتُبر بمثابة دعوة رسمية لنتنياهو لاستهداف مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ومواقع حيوية أخرى قد يختارها، علمًا ان نتنياهو ليس بحاجة لمثل هذه الدعوة لمواصلة سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها في لبنان.
الميدان يوقف الحرب
في السياق، تحدث الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة، في ذكرى أربعينية السيد حسن نصر الله، فأكد ان “للمقاومة في “حزب الله” أساسًا متينا عددا وقوة وتخصصا وقوة وشجاعة وتحديا لأعتى الأعداء”. أضاف :”قناعتنا أن أمرا واحدا فقط يوقف الحرب وهو الميدان بقسميه الحدود والجبهة الداخلية للعدو”. وشدد على “اننا نعول على الميدان فقط ونحن بالنسبة إلينا في حزب الله خيارنا الحصري هو منع العدو من تحقيق أهدافه”. وأكد قاسم “ان النازح ومستقبل النازح يساهمان في المقاومة أثناء المواجهة”. وختم: “ليس في قاموسنا إلا الرأس المرفوع مع المقاومين الأبطال واستمرار المقاومة والصبر والتحمل والبقاء في الميدان حتى النصر. لا يمكن أن نهزم والحق معنا والأرض لنا والله معنا”.
تطويع 1500 جندي
في الغضون، تواصل الحكومة استعداداتها للتوصل الى وقف لإطلاق النار انطلاقًا من تنفيذ القرار 1701، حيث أقر مجلس الوزراء في جلسته اليوم البند المتعلق باعطاء وزارة الدفاع سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني. كما أقرّ إعطاء سلفة لتموين 541 مركز إيواء لتأمين المازوت للتدفئة خصوصاً في المناطق فوق الـ300 متر.
لقاءات دبلوماسية
في الاثناء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين. وبحث الرئيس بري أيضاً تطورات الاوضاع والمستجدات السياسية والميدانية خلال لقائه السفيرة الاميركية ليزا جونسون.
واستقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة السفير البخاري، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. كما أكّد السفير البخاري مواصلة دعم المملكة للمؤسسة العسكرية.
المطارنة الموارنة
في المواقف، طالب المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهريّ في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المجتمع الدولي بحلّ دبلوماسي وإقرار وقف فوري لإطلاق النار وتطبيق الـ1701، وبوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية المنتهكة لسيادة لبنان وآخرها الإنزال البحري في البترون الذي انتهى بخطف لبناني من مقر إقامته. ونبّه لضرورة التصدي لأيّة إشكالات قد تحصل بين المضيفين والنازحين من خلال تشكيل لجان للتنسيق بالتعاون مع المحافظين والبلديات والجمعيات الأهلية والمؤسسات العسكرية والأمنية.
تحرّك ثلاثي
في الحراك الداخلي، زار رئيسا الجمهورية السابقان أمين الجميل وميشال سليمان ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. السراي الحكومي والتقوا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال السنيورة بعد اللقاء: “زرنا ميقاتي والسفير البابوي وكانت مناسبة للبحث في كلّ ما آل إليه الوضع مع التشديد على ضرورة الوحدة بين اللبنانيين وتأكيد المساعدة لانتخاب رئيس يحظى بقبول عند الشعب”. أضاف: “في ظل استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل وتهجير اللبنانيين لا بدّ من تطبيق القرار 1701”.