حصاد اليوم- تراجع الرهان الأميركي على وقف النار لاقتناع واشنطن بأن نتنياهو ينتظر الرئيس الجديد
دخل الشغور الرئاسي اليوم عامه الثالث، على وقع الحرب الإسرائيلية التدميرية على لبنان الذي تفاوض عنه الدول الكبرى من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار من خلال تنفيذ القرار 1701 أو ربما أكثر.
وفي انتظار نتائج مهمة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين والمسؤول في البيت الابيض بريت ماكغورك في تل ابيب حيث اجتمعا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بدا ان الرهانات الاميركية على التوصل الى وقف لاطلاق النار على الجبهة الاسرائيلية اللبنانية تراجعت اليوم، حيث قالت مصادر مطلعة لـ”سي أن أن” إن المسؤولين الأميركيين يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المصادر أن “مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان ستتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة”. وأوضحت أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب. ونقلت “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.
القدرة على التطبيق
ولاحقا افيد ان نتنياهو قال للمبعوثين الأميركيين ان المسألة ليست الاتفاق بل القدرة على تطبيقه، وأي وقف للنار مع “حزب الله” في لبنان يجب أن يضمن أمن إسرائيل، موضحا اننا مصممون على مواجهة التهديدات في الشمال.
تصعيد متنقّل
في الأثناء، استمر التصعيد الاسرائيلي متنقلا بين الجنوب والبقاع على وقع انذارات بالاخلاء سيما في قرى بعلبك، بينما استُهدفت مجددا سيارة في عاريا، واللافت ايضا توسع دائرة الاستهدافات لتصيب بقوة القطاع الصحي اليوم والعاملين فيه، موقعة الشهداء والجرحى.
تراجع التفاؤل
في السياق، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن “التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا”. وأشار ميقاتي الى أنه “أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الدبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها”. وقال: “لقد تبلغنا من هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة”.
لقاءات واجتماعات
وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات دبلوماسية واجتماعات وزارية في السرايا اليوم. وفي السياق ،إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها الاوضاع والمستجدات الراهنة، والسفير المصري علاء موسى. وإجتمع ميقاتي مع نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي واطلع منه على نتائج الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتي شارك فيها في واشنطن. كما إجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وعرض معه آخر الاتصالات الدبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.
ودان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة “اليونيفل”، مشيدا بـ”الدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب”.
50 استهدافًا في تشرين
وكان المتحدث باسم “اليونيفل” أندريا تيننتي اعلن أن “القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافًا خلال شهر تشرين الأول الجاري”، ووفقًا لتصريحات تيننتي، فإن “الاستهدافات تشمل 7 هجمات متعمدة من قبل إسرائيل”.
عمليات الحزب
وفيما واصلت إسرائيل غاراتها على مناطق الجنوب والبقاع، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه “استهدف اربع مرات تجمعات لقوّات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ”. وأطلق ” صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو الإسرائيلي جنوبي منطقة الخيام”. كما استهدف الحزب فجر اليوم تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصف مساء أمس مستعمرة كريات شمونة ولمرتين بصلية صاروخية، وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف بصلية صاروخية. وقصف مستعمرتي كرمئيل ويفتاح بصلية صاروخية.
الأولوية لإنهاء الحرب
في المواقف، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث صحافي أن “الأولوية اليوم هي لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق النار، ولكن المطالبة بهذا الامر لا تكفي. فرئيس وزرائنا يطلب ذلك منذ أشهر ولكن هناك طريقة واحدة فقط لتحقيق هذا الهدف، على الحكومة اللبنانية أن تعلن بحزم أنها ستلتزم تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و1701 “. وأوضح أن “لبنان اليوم يفتقد الى دولة حقيقية. منذ عامين ونحن من دون رئيس وحكومة موقتة. نحن في حاجة إلى رئيس يلتزم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. وهذا هو السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، والباقي يأتي في وقت لاحق”. وبالنسبة إلى عدم انتخاب رئيس لغاية اليوم، أكد جعجع أن “محور المقاومة لا يريد حصول انتخابات حقيقية، انهم يريدون المشاركة في الجلسة الانتخابية فقط إذا حصلوا مسبقًا على اسم المرشح للرئاسة. ونظرًا لعدم سيطرتهم على الأغلبية في البرلمان، لا يمكنهم فرض مرشحهم وهو سليمان فرنجيه. لقد حاولوا فرضه ولكنهم لم ينجحوا لذلك فشّلوا الانتخابات”.