حصاد اليوم- غالانت يتوعّد الأمين العام الجديد للحزب وحراك دبلوماسي غير ناضج في اتجاهات عدة
“تعيين مؤقت، ليس لفترة طويلة”. إنه التعليق الأول المتوقّع من إسرائيل بلسان وزير دفاعها يوآف غالانت على انتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما ل”حزب الله”، اثر اغتيال السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وهو انتخاب كان متوقعًا بعدما أصبح قاسم المسؤول الأبرز المتبقي من قيادات الصف الأول في الحزب. ويتزامن هذا الحدث مع حركة دبلوماسية لافتة تعمل أقطابها منفردة أو مجتمعة باتجاه تحقيق هدف واحد هو وقف إطلاق النار بين اسرائيل و”حزب الله”. هذه الحركة تبدأ بزيارة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين الى تل ابيب فلبنان بعد ايام، في حين يزور بيروت الخميس الموفد القطري ابو فهد جاسم لوضع المسؤولين في صورة الاتصالات والاجتماعات الجارية في الدوحة، كما تردد ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان قد يزور لبنان نهاية الاسبوع، للتشاور في احتمال انتخاب رئيس للجمهورية اذا ما سلك الوضع العسكري درب التسوية.
بيان الحزب
بعد 32 يومًا على اغتيال السيد نصرالله، عين “حزب الله” اليوم نائبه الشيخ نعيم قاسما امينا عاما. وأعلن في بيان رسمي عن الانتخاب “وذلك في إطار الالتزام بمبادئ الحزب وأهدافه، ووفقًا للآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام”. وجاء في البيان “توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية”..
فصل لبنان عن غزة
في الاثناء، ومع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والمعارك البرية في المنطقة الحدودية، يبدو ان اي مفاوضات جدية للتهدئة لم تنطلق بعد، بدليل أن هوكشتاين لم يزر إسرائيل امس وكلّ ما تردّد إعلاميًّا عن لقاء جمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “مجرّد كلام لا أساس له من الصحة”. إلا أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” ذكرت أنّ “المحادثات الجارية بقيادة هوكشتاين من أجل التوصل إلى تسوية في لبنان بلغت مرحلة متقدمة”. كما نقلت “يديعوت أحرنوت” عن مصادر غربيّة، قولها إنّ “حزب الله” وافق على فصل ملفّ لبنان عن غزة، لافتةً إلى أنّ “حزب الله” حصل على الضوء الأخضر من إيران للتراجع إلى شمال الليطاني. وكشفت أنّ “المقترح الجديد يبدأ بوقف إسرائيل و”حزب الله” الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب”. كما لفتت المصادر الغربيّة، إلى أنّه سيتم تعزيز قوات “اليونيفل” واستبدالها بقوات أخرى من جنسيات ألمانية وفرنسية وبريطانية.
معلومات غير صحيحة
إلا أن مصدرًا لبنانيا أكد أن “المعلومات التي نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بشأن مقترح تسوية في لبنان غير صحيحة”. وأضاف المصدر، أن “هوكشتاين، لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية”. كما أوضح، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” يتحدثان حاليًا عن إمكانية التوصل إلى هدنة قد تمهد لوقف إطلاق نار”، مؤكدا أن “أي هدنة يتم الاتفاق عليها، إذا تمت، لا تعني فصل جبهة لبنان عن غزة”.
الحزب يستهدف اليونيفل
وبموازاة التصعيد والغارات، أكدت اليونيفل أن “حفظة السلام لا يزالون في جميع مواقعهم في جنوب لبنان، ويواصلون أنشطتهم العملياتية مع تكييفها بما يتناسب مع الوضع الراهن”.
وما هي إلا ساعات قليلة بعد البيان الاممي ، حتى اعلنت وزارة الدفاع النمساوية عن إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفل في هجوم صاروخي على الناقورة موضحة ان لا إصابات خطرة وان مصدر الهجوم غير واضح بعد. ونددت الوزارة بالهجوم، مشيرة إلى أن “من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر”.
كما صدر عن قيادة اليونيفل بيان قال إنه “تم إطلاق الصاروخ من شمال المقر العام لليونيفل، على الأرجح من قبل حزب الله أو مجموعة تابعة له، وقد فتحنا تحقيقاً في الحادث. إننا نذكّر حزب الله وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها. إن أي هجوم متعمد عليهم هو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701”.
دخول دبابات
في الغضون، دخل عدد كبير من دبابات الجيش الاسرائيلي من محيط مستعمرة المطلة الى الاراضي اللبنانية في جنوب لبنان ووصل الى تلة الحمامص والاطراف الشرقية لبلدة الخيام. وافيد عن استهداف منزل في وطى الخيام ليل امس فيه عائلتان مؤلفتان من 17 شخصا، من بينهم أطفال ونساء ، وقد فقد الاتصال بهم ومصيرهم مجهول.
عمليات الحزب
من جهته، اعلن “حزب الله” انه استهدف مستعمرتي دلتون ثم كفر فراديم بالصواريخ. كما اعلن انه “أسقط مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 900 فوق منطقة مرجعيون بصاروخ أرض – جو وشوهدت تحترق”. واعلن أيضًا أنه “استهدف تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في موقع جل العلام بصلية صاروخية”، وقصف “تجمعاً لجنود العدو في موقع رأس الناقورة البحري بصلية صاروخية”، واستهدفنا “تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام (جنوب شرق البلدة) بصلية صاروخية وقذائف المدفعية”. وقال “قصفنا مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية”، و “إستهدفنا قاعدة بيت هلل بمسيرة إنقضاضية وأصابت أهدافها بدقة”.
لوقف الحرب
الى ذلك، رأى وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، أن “المطلوب من جميع اللاعبين ان يبذلوا الجهود من اجل وقف الحرب في لبنان وفلسطين، والاخذ بعين الاعتبار مصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني في سياق التوصل الى نتيجة دبلوماسية مطلوبة في هذا الخصوص”. واشار خلال اجتماع عقده مع سفراء الدول المعتمدين لدى ايران، الى “اننا نعتقد ضرورة التركيز بعمق على الحقائق الميدانية والجغرافية لهذا البلد؛ مردفا ان المقاومة وحزب الله متجذران في الشعب اللبناني ولا يمكن القضاء عليهما”
القدرة على المواجهة
في المواقف، أعلن النائب علي فياض باسم كتلة “الوفاء للمقاومة” من مجلس النواب، أن “الموقف الوطني بمجمله بما فيه موقف الحكومة يستند لما يحققه “حزب الله” في الميدان”. وأشار إلى أن “الحزب لا يزال يمسك تماماً بزمام قدرته على مواجهة العدوان الاسرائيلي والمناطق التي توغّل فيها الجيش الإسرائيلي فرض عليه الحزب الانسحاب من بعضها”. واعتبر أن “الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تحويل المنطقة الحدوديّة إلى منطقة محروقة ولكن على المستوى العسكري لم يتمكّن من التموضع بشكل نهائي”. وقال إن “وضع النازحين لا يُحسدون عليه وهم لم يتلمّسوا أيّ مساعدات تُذكر من الحكومة ونحن اليوم على أبواب الشتاء”.