باسيل يغازل السعودية: لسنا في تحالف مع الحزب، وماذا عن برّي؟
عبر قناة “العربية” السعودية، أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” طلاقه من التحالف الذي ضمّه منذ عام ٢٠٠٦ إلى “حزب الله”، وكانت له المنافع الكبرى على التيار بدءاً من انتخاب مؤسسه العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد تعطيل الاستحقاق لنحو عامين ونصف، وصولاً إلى إرضاء التيار بمكاسب متعددة في السياسة والإدارة والمناصب.
بالفم الملآن، قال باسيل إنه لم يعد في وضع تحالف مع الحزب في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن اختلافه مع الحزب كان بسبب حرب الإسناد، كاشفاً عن أن الحزب أضعف نفسه وأدّى إلى خسارة قوة لبنان.
واضحٌ من كلام باسيل أن الاختلاف ربما يكون مؤقتاً، لأنه حدّده بـ”الوقت الراهن”، أي يمكن أن يتغير وفق الظروف أو المعطيات التي يقرأ فيها باسيل مصلحةً لتياره في العودة إلى التحالف. هكذا تقرأ مصادر قريبة من الثنائي الشيعي “تكويعة” باسيل، واصفة إياه بأنه يدور ضمن مستديرة بمخارج عديدة، على نحو يدخل من مكان ويخرج من آخر كما يحلو له ولكن من دون أن يغادر المستديرة!
بالرغم من أن الحزب كان القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع رئيس التيار البرتقالي برئيس المجلس نبيه بري، باعتباره ضابط إيقاع العلاقة الدائمة الالتباس، التي عبّر عنها بري في شكل لا لبس فيه عندما أعاد انتخاب عون على مدى ثلاث دورات قبل أن يعلنه رئيساً. فهل فك التحالف مع الحزب يعطي الذريعة لباسيل لفك الارتباط القسري مع بري أم ثمة حسابات لدى الجانبين تقتضي استمرار هذا الزواج بالإكراه إلى أن تنتهي الحاجة إليه؟
كل المؤشرات تشي بأن لا مصلحة للرجلين في قطع العلاقة بينهما. وقد تكون مصالح باسيل تفوق مصالح بري في هذا الشأن. فجل ما يعني رئيس المجلس اليوم أن يكون في جيبه أكبر عدد من الأصوات التي تؤهّله لإدارة المجلس في المرحلة المقبلة، ولا سيما في ملف الرئاسة، والحاجة إلى أغلبية الثلثين لانتخاب الرئيس، بقطع النظر عما إن كان الأمر سيؤول إلى قائد الجيش أم لا.
وهذه النقطة تقود إلى القاسم المشترك بين بري وباسيل ومن ورائهما الحزب، في معارضة التوافق الدولي على عون. أولى خطوات الاعتراض تتجلى في العمل الجاري للحؤول دون التمديد لعون في قيادة الجيش تمهيداً لإخراجه من المشهد السياسي، والسيناريو الجاري العمل عليه يقضي بعدم انعقاد جلسة نيابية لإقرار قانون بتمديد الولاية كما حصل العام الماضي، وتأخير البحث في هذا الموضوع في مجلس الوزراء حتى حلول موعد انتهاء الولاية في ١٠ كانون الثاني المقبل، بحيث يتولى رئيس الأركان قيادة الجيش، الأمر الذي سيثير استياءً مسيحياً عارماً بدفع من التيار البرتقالي، على نحو يضطر مجلس الوزراء إلى الانعقاد لتعيين قائد جديد.
بالأمس، خضعت العلاقة بين باسيل وبري للاختبار عبر الدعوة إلى جلسة لتحديد المطبخ التشريعي. وكان باسيل يأمل أن يستجيب بري لطلبه تغيير المواقع التي يشغلها نواب خرجوا من التيار بأخرى منه، كانت المفاجأة أن الجلسة طارت لعدم اكتمال النصاب، وأبقى بري القديم على قدمه. وفي ذلك رسالة واضحة إلى باسيل بأن رئيس المجلس يمشي وفق ساعته لا وفق ساعة الآخرين!