حصاد اليوم- بلينكن سعى في اسرائيل لإنعاش الـ1701 ولقاء رئاسي ثلاثي دعا لتحرير الرئاسة من الشروط

الجميع في لبنان يبحث عن مخرج من هذه الحرب المدمرة التي تم استدراجها الى البلاد، غير أن لا أحد يملك جزئيًا مفتاح الحل إلا “حزب الله”، قبل أن يفقده كليًا بعدما وضعت إيران الحزب تحت وصايتها المباشرة في أعقاب اغتيال أبرز قادته. من هنا بات الحل أكثر تعقيدًا لأنه لم يعد يرتبط بإسناد غزة فقط بل بنتائج المفاوضات المستمرة تحت الطاولة وفوقها بين واشنطن وطهران، والتي قد تؤدي الى حل على مستوى المنطقة كلها في حال نجاحها، أو الى تفجير المنطقة برمّتها في حال الفشل. ولكن، وفي الانتظار، تبدو التطورات الحالية أشبه باللعب في الوقت الضائع في انتظار نتائج الانتخابات الأميركية أوائل الشهر المقبل ليُبنى على الشيء مقتضاه.

اهتمام الرياض وباريس

وبموازاة الحراك الداخلي غير المنتج، برز نشاط ملحوظ في التحرّك الخارجي حيث يتوزع الاهتمام بلبنان بين المملكة العربية السعودية وفرنسا اليوم وغدا. في الاولى وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن حيث اجتمع مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وبحث معه استراتيجية وقف النار الاسرائيلية على لبنان عبر الحل الدبلوماسي، وفي الثانية مؤتمر لدعم لبنان انسانيا وعسكريا واجتماعيا، حشد له الرئيس ايمانويل ماكرون، بعدما بحث حاجاته في لقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي توجه الى باريس على رأس وفد وزاري.

مساعدات إنسانية وعسكرية

في الحادية عشرة قبل ظهر غد يفتتح الرئيس ماكرون المؤتمر بكلمة يخصصها لحشد الدعم للبنان ثم تبدا الجلسات وتستمر حتى الرابعة بعد الظهر على ان تختتم بكلمة لوزيرالخارجية الفرنسي جان نويل بارو. ويلقي قائد الجيش العماد جوزيف عون كلمة عبر تقنية زوم في المؤتمر العتيد الذي سيخصص مساعدات انسانية وايضا عسكرية للبنان وناسه وجيشه.

الحل الدائم

في المواكبة الدولية ايضا للتطورات اللبنانية، وصل وزير الخارجية الاميركي الى السعودية آتيا من تل أبيب، في إطار جولة في الشرق الاوسط. وكان بلينكن اشار من اسرائيل الى أن “حان الوقت كي تحوّل إسرائيل النجاح العسكري إلى استراتيجي”، مؤكدا أننا “نعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي دائم لوقف إطلاق النار في لبنان”. وقال: “نعمل بكثافة لتطبيق القرار 1701 بفاعلية وعلى حزب الله التراجع عن الحدود”. ولفت الى أنه “يتبقى أمران هما إعادة الاسرى وإنهاء الحرب وندرس إمكانية وضع صيغ جديدة لتحقيق الهدفين”.

لحماية اليونيفيل

ايضا، أوضحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت، أن ألمانيا تواجه “إشكالية” عندما يتعلق الأمر بتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة الى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي. وشددت بيربوك التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنه يجب على جميع الأطراف حماية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفل).

آلية لتطبيق القرار

بدوره، أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أنّ “الجهود مستمرّة منذ فترة طويلة لوقف النار”، قائلًا: “نواجه دائماً التعنّت الإسرائيلي إذ يتذرّع الإسرائيليّون بأي أمر لإفشال المفاوضات”. ولفت إلى أنّ “الدول العربيّة مقتنعة بأنّ لبّ الصراع يأتي من غزّة وبأنّ استمرار العدوان في غزّة سيشعل جبهات أخرى”. وإذ ركّز موسى على ضرورة وقف النار في لبنان، أوضح أنّ “الآليّة التي يتمّ العمل عليها هي كيفية تطبيق القرار 1701”. وأضاف: “هناك إجماع دولي على تنفيذ القرار 1701، وحديث المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عن الـ1701 يدلّ على أنّ المطلوب كيفيّة تنفيذه والجميع يعلم أنّ الحلّ يكمن في التطبيق الكامل لهذا القرار من قبل الجانبين لا لقرار آخر”.

تحرّك عراقي

الى وزيرة الخارجية الالمانية، حطّ في بيروت رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة محسن المندلاوي ووفد مرافق واستقبلهم الرئيس بري. ووضع المندلاوي رئيس المجلس في أجواء الجهود الدبلوماسية البرلمانية لايقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان”.
كما زار عين التينة، عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل ابو فاعور، وبحث معه في المستجدات السياسية وتطورالاوضاع.

بيان بكفيا

 في الحركة السياسية المحلية، إجتمع الرئيسان أمين الجميّل وميشال سليمان ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في دارة الرئيس الجميّل في بكفيا لعرض التطورات الاخيرة. وبنتيجة التداول، تلا الرئيس الجميّل بيانا جاء فيه: يرى المجتمعون ضرورة تحقيق التقدم بالتوازي على المسارات الخمسة الآتية: أولا وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ثانيًا البدء ودون تذرع بأي أمر آخر بالمبادرة فورًا الى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات، ثالثًا تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها مما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة، رابعًا إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على جميع الاراضي اللبنانية، خامسًا إقرار وتطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد على القواعد التي تحترم معايير الكفاءة والجدارة.

حصة الأسد لصور

في التطورات الميدانية، وغداة سحب جثث السيد هاشم صفي الدين واكثر من 20 مسؤولا في “حزب الله” من تحت الأنقاض في الضاحية الجنوبية، استمر التصعيد على الارض، وقد كانت الحصة الاكبر من القصف اليوم لصور التي لفها زنار نار بعد تهديدات وجهها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي بوجوب الاخلاء. في المقابل، شن “حزب الله” سلسلة عمليات ضد اهداف اسرائيلية.

لا دليل

وليس بعيدا، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود ل”حزب الله” تحت مستشفى في بيروت، مشيرا الى أن واشنطن ستواصل العمل مع إسرائيل للحصول على معلومات متعمقة.
وفي السياق، قال مدير مستشفى الساحل النائب فادي علامة ل”رويترز” إن إسرائيل تروّج لادعاءات كاذبة وافتراءات، داعيا الجيش اللبناني إلى زيارة المستشفى وإظهار أنه لا يوجد به سوى غرف عمليات ومرضى ومشرحة.