مرحلة جديدة: غارات شاملة تسبق زيارة هوكشتاين وأبو الغيط
مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان. هذه المرّة أهداف مدنية واقتصادية. استهداف مركّز لفروع “القرض الحسن”، المعروف بمصرف حزب الله أو مؤسسته المالية. عشرات الغارات شنّت على فروع عديدة في مناطق مختلفة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجنوب، البقاع الغربي والبقاع الشمالي ليل الأحد. تأتي هذه الغارات كمرحلة جديدة من التصعيد العسكري والانتقال إلى مستوى جديد من الاستهدافات. إذ أصبح واضحاً أن الإسرائيليين يتدرجون تصاعدياً في عملياتهم وفي نوعية الأهداف التي يضربونها. وقد جاءت الغارات المتوالية بعد اجتماع عقدته الحكومة الإسرائيلية المصغّرة للبحث في التصعيد ضد لبنان، رداً على العمليات التي ينفذها حزب الله ضد إسرائيل، بالإضافة إلى البحث في الردّ على إيران.
غارات وتحذيرات
استهدف جيش الاحتلال فروعاً كثيرة للقرض الحسن، أبرزها في الضاحية الجنوبية، في مناطق الشياح، برج البراجنة، حارة حريك، الغبيري، حي السلم، المريجة، الشويفات والحدث. كما تم استهداف فروع في بلدة مشغرة، رياق، بدنايل، بعلبك، حومين الفوقا، النبطية، معركة، ومناطق أخرى.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، قد وجه إنذارات عاجلة إلى سكان مناطق لبنانية مختلفة حول ضرورة إخلاء أماكن سكنهم، استعداداً لاستهداف بعض الأبنية وقال: “الجيش الاسرائيلي سوف يبدأ مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله- ابتعدوا عنها فورًا”.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، قد وجه إنذارات عاجلة إلى سكان مناطق لبنانية مختلفة حول ضرورة إخلاء أماكن سكنهم، استعداداً لاستهداف بعض الأبنية وقال: “الجيش الاسرائيلي سوف يبدأ مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله- ابتعدوا عنها فورًا”.
وأضاف: “يتم تمويل قسم كبير من أنشطة منظمة حزب الله الإرهابية من ميزانية الدولة الإيرانية، حيث يستخدم حزب الله هذه الأموال بغية تمويل أنشطته الإرهابية، وضمن ذلك التسلح، وشراء المنشآت لغرض تخزين الوسائل القتالية، وإنشاء مواقع الإطلاق، وتمويل أجور عناصر التنظيم، وكذلك لتنفيذ نشاطات إرهابية مختلفة”. وتابع: “جمعية القرض الحسن تشارك في تمويل النشاطات الإرهابية لمنظمة حزب الله ضد إسرائيل، وبالتالي فقد قرر جيش الدفاع مهاجمة هذه البنى التحتية الإرهابية”. وختم: “الجيش الاسرائيلي يواصل العمل بقوة على تدمير البنى التحتية الإرهابية لحزب الله. لذا، نناشد الأشخاص المتواجدين داخل مبانٍ يستخدمها حزب الله الابتعاد عنها لمسافة 500 متر على الأقل خلال الساعات القليلة المقبلة”.
نزوح وتدابير
وبعيد هذه التحذيرات شهدت مناطق مختلفة حالات نزوح كثيفة، وتم إخلاء الكثير من المقرات. وفي صيدا “اتًخِذت سلسلة من التدابير الإحترازية بعد تهديد العدو الإسرائيلي باستهداف فروع القرض الحسن في لبنان”. و”تم إخلاء بلدية صيدا ومقر الشرطة البلدية وغرفة العمليات المشتركة لإغاثة النازحين من الجنوب اللبناني، وأيضا إخلاء مركزي إستضافة للنازحين في محيط شارع المصارف في المدينة، وتأمين نقلهم إلى مركزين بعيدين عن الشارع المذكور. وشملت التدابير أيضاً قطع طريق شارع المصارف من ساحة النجمة وصولاً إلى البوابة الفوقا بالإتجاهين، كتدبير احترازي بالتنسيق مع القوى الأمنية المختصة. كما أعطيت التعليمات لفرق الدفاع المدني وإطفاء بلدية صيدا والشرطة البلدية وفرق الصليب الأحمر اللبناني وهيئات الإسعاف والإنقاذ، ليكونوا على أهبة الإستعداد تحسبا لكل طارئ”، حسب ما أعلن رئيس بلدية صيدا حازم بديع.
هوكشتاين وأبو الغيط
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي قبيل ساعات من وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، والذي -حسب معلومات- يحمل مقترحات جديدة لتعديل القرار 1701، وتعتبر زيارته بمثابة الفرصة الأخيرة أمام الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تشاؤم لبناني من إمكانية الوصول إلى أي تفاهم في ظل التصعيد الإسرائيلي، لا سيما أن اللبنانيين يعتبرون أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى استغلال الضغط العسكري الإسرائيلي لدفع اللبنانيين إلى تقديم تنازلات سياسية.
كذلك يصل إلى بيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لإجراء مباحثات مع القيادات اللبنانية. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إن زيارة أبوالغيط غدا إلى بيروت تستهدف “التشاور مع القيادات اللبنانية حول سبل التعامل مع العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والذي يستلزم الحد الأدنى من التفاهمات اللبنانية”. وأضاف زكي أن أبو الغيط يسعى أيضاً إلى حفز التوصل إلى معالجة ملف الشغور الرئاسي باعتباره “أمراً بات يشكل أولوية هامة”، لاستكمال القيادات الدستورية في البلد، بما يمكنه من مواجهة التحديات الكبري التي يمر بها. كما يحاول أمين عام الجامعة العربية من خلال زيارته إلى بيروت التضامن مع الموقف اللبناني فيما يتعلق بالوضع الإنساني والإغاثي لدعم النازحين جراء العدوان، خصوصاً في ضوء قرب انعقاد اجتماع باريس يوم 24 الجاري والذي دعيت الجامعة العربية للمشاركة فيه.