حصاد اليوم- شروط هوكشتاين لوقف النار تتجاوز الـ1701 وماكرون يطلب من نتنياهو تحييد البنى التحتية في لبنان
في كل مرة يزور الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين بيروت يرفع سقف الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، بالتوازي مع التصعيد الإسرائيلي المتدحرج الذي نجح في تسديد ضربات موجعة لـ”حزب الله”. وبينما ثبت أن القرار 1701 لم يعد كافيًا لإسرائيل، تبدو إيران عازمة على مواصلة الإمساك بالملف اللبناني، ما استدعى ردًا ثانيا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وردا إيرانيًا لاحقًا على الرد. في الموازاة ثمة تحرك عربي متواضع لا يرقى الى درجة المبادرة تمثّل بزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لتأكيد وقوف الجامعة الى جانب لبنان.
وفيما تؤشر مواقف ميقاتي الأخيرة الى تغيرات لم تتضح معالمها بعد، قال رئيس الحكومة: “لقد ابلغت القيادات الإيرانية أن يخففوا العاطفة تجاه لبنان، كما راجعت حوار رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف بنفسي وأبلغت اعتراضي والرسالة وصلت”. وفيما أكد ان “لا أحد يتحدث نيابة عن الدولة اللبنانية”، سارعت إيران الى الرد رافضة اتهامها “بالتدخل في شؤون لبنان”.
القرار 1701 ليس كافيًا
الحدث الأبرز محليًا اليوم كان إذًا جولة هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين التي استهلها من عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء، قال هوكشتاين “بعد أشهر طويلة من النزاع لم نتمكّن من حلّه وأشعر بالحزن حيال أوجاع لبنان”. واشار الى ان ” الوضع خرج عن السيطرة وربط مستقبل لبنان بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين”. ورأى ان “عدم تطبيق القرار 1701 هو سبب إحتدام وإستمرار هذا النزاع”. وتابع:” ملتزمون حل النزاع في لبنان وفقا للقرار 1701 ولكن إن التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافيا والحكومة اللبنانية بحاجة للمساندة وواشنطن ملتزمة بتقديم المساهمة اللازمة”. واشار الى ان” المجتمع الدولي ملتزم إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني ولن أخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 وإنما إمكانية تطبيقه”.. وقال بري “اللقاء كان جيدا والعبرة في النتائج”.
طروحات أكثر تشددًا
وعند الاولى، زار هوكشتاين السراي حيث استقبله الرئيس ميقاتي.
وقالت مصادر مطلعة لـmtv أن هوكشتاين ربما طرح دمج الـ1559 بالـ1701 وتطبيق القرار الجديد تحت الفصل السابع ما يعني قدرة الدول على التحرّك عسكريًّا في لبنان ساعة تشاء، وتوقعت عدم القبول بهذا الطرح. اضافت: ما كان يحمله هوكشتاين سابقاً لم يعد موجوداً اليوم والطروحات أصبحت أكثر تشدّدًا.
الشروط الإسرائيلية
ايضا، أفاد موقع “أكسيوس” نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بأن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان. ونقل “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب طالبت بالسماح لقواتها المسلحة بالمشاركة في “تنفيذ فعال” لضمان عدم إعادة تسليح “حزب الله” وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود. وكشف التقرير أن إسرائيل طالبت أيضا بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني. وقال مسؤول أميركي إن من غير المرجح بشكل كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على شروط إسرائيل.
أولويات الجامعة
ايضا، بدأ أبو الغيط جولته الرسمية في لبنان من عين التينة، حيث التقى الرئيس بري. وأكد أبو الغيط أن الجامعة تقف الى جانب لبنان في هذه المحنة، مبدياً أمله في أن “لا ننتظر كثيرا لتحقيق الانفراجة المطلوبة لأن الموقف خطير”. وقال: “القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفيا وفي أسرع وقت ممكن ولا نسمح بالقسوة التي عوملت بها اليونيفل في جنوب لبنان”. وتابع: “أكدت على أولويات محددة أهمها وقف إطلاق النار فوراً وإنتخاب رئيس للبلاد”.
هناك أمل
ومن السراي قال ابو الغيط: “نطالب بوقف فوري لاطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من اراضي جنوب لبنان وعدم التدخل في لبنان ووقف عمليات القتل العشوائي الذي يحدث والعودة للتنفيذ الفوري للقرار 1701”. وردا على سؤال قال: “تحدثت عن المبعوث الأميركي والأوراق التي يتحدث بها، والصياغات التي أتى من أجلها، وتبين أن لدى القيادة اللبنانية سواء في مجلس النواب او الحكومة استعدادا واضحا وايجابيا للتفاعل مع الورقة الأميركية، وهناك امل ان تتحرك الأمور بشأن لبنان في هذه الأزمة الحادة جدا التي يواجهها”.
ماكرون ونتنياهو
من جانبه، اجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالا هاتفيا برئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو طالبه فيه بالحفاظ على البنية التحتية وحماية السكان المدنيين في لبنان والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن. وندد بالإجراءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد قوات اليونيفل، وأعرب عن رغبته في أن تلعب الأمم المتحدة دورها الكامل في جنوب لبنان.
ثلاث وثائق للبابا
ليس بعيدا، استقبل البابا فرنسيس صباحا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حاضرة الفاتيكان حيث شكر الراعي للبابا اعلانه قداسة الاخوة المسابكيين الثلاثة. كما اعرب عن شكر اللبنانيين لقداسته على اهتمامه الدائم بلبنان وبقضاياه مقدما له ثلاث وثائق خطية تناولت الوضع الامني الراهن في لبنان والوضع الاجتماعي والانساني جراء العدوان عليه خصوصا لجهة حالة النزوح الداخلية وكيفية مواكبتها من قبل آلكنيسة ومؤسساتها. اما الوثيقة الثانية فتحدثت عن القمة الروحية الاسلامية – المسيحية الاخيرة التي انعقدت في بكركي الاسبوع الفائت والبيان الصادر عنها، فيما تناولت الوثيقة الثالثة الوضع السياسي المتعثّر ومسألة انتخاب رئيس الجمهورية.
قلق فاتيكاني
من جهته، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه بوزير خارجية الفاتيكان الكاردينال ريتشارد بول غالاغر في روما: “شعرت بقلق الفاتيكان العميق ازاء تدهور الأوضاع في لبنان، لا سيما مصير 16 قرية مسيحية في جنوب لبنان، إضافة الى المراوحة السياسية وعدم إنتخاب رئيس للجمهورية”. اضاف: “لمست رغبة الفاتيكان بمساعدة لبنان على تخطي هذه الأزمة، وتوافقنا على ضرورة وقف المعاناة والقتل”.
أذرع الاخطبوط
ميدانيًا، وبينما استمرت الغارات على الجنوب والبقاع موقعة الشهداء والجرحى في حين شن “حزب الله” اكثر من 15 عملية ضد اهداف اسرائيلية، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن “حزب الله دفع وسيدفع ثمنا باهظا بسبب اعتداءاته على سكان الشمال وإطلاق النار تجاه إسرائيل”. كما شدد على أننا “سنواصل ضرب أذرع الأخطبوط الإيراني حتى انهياره”.