إسرائيل تتفادى توسيع الحرب وسعي محلي لكسب نقاط في الميزان الإقليمي

إسرائيل تتفادى توسيع الحرب وسعي محلي لكسب نقاط في الميزان الإقليمي

الكاتب: داود رمال | المصدر: الانباء الكويتية
21 تشرين الأول 2024

ترى أوساط ديبلوماسية ان ««حزب الله» من خلال تصعيد هجماته على إسرائيل واستهدافه الرمزي لمنزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بواسطة طائرة مسيرة، وضع نفسه في موقف محفوف بالمخاطر قد يدفع إسرائيل إلى توسيع الحرب. هذا التصعيد يحمل في طياته رسائل متعددة، منها الرد على السياسات الإسرائيلية والضغط لتغيير قواعد الاشتباك. ومع ذلك، هناك عوامل عدة تتحكم باحتمالية توسع الحرب.

وقالت الأوساط لـ «الأنباء»: «تعتبر إسرائيل أي استهداف لشخصيات قيادية أو مواقع رمزية تهديدا وجوديا لأمنها، وقد تشعر بأنها مضطرة إلى الرد بقوة لتجنب أي تراجع أمام خصومها، خصوصا في ظل الوضع الداخلي غير المستقر لحكومة نتنياهو، التي تواجه احتجاجات داخلية وصراعات سياسية. ردة فعل إسرائيل قد تكون عبر تصعيد الضربات الجوية ضد مواقع حزب الله في جنوب لبنان أو توسيع دائرة العمليات إلى مناطق أخرى. وهي عاودت القصف التدميري اليومي للضاحية الجنوبية لبيروت بعد توقف لأيام».

وأضافت الأوساط: «مع ذلك فإن توسيع الحرب ليس في مصلحة إسرائيل في هذه اللحظة. فمن ناحية تواجه إسرائيل ضغوطا دولية لعدم تصعيد الوضع، خصوصا في ظل المحاولات الدولية للتوسط لوقف إطلاق النار في غزة. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي فتح جبهة جديدة واسعة مع حزب الله إلى استنزاف مواردها العسكرية والاقتصادية، وقد لا تستطيع إسرائيل تحمل حرب طويلة الأمد على جبهتين».

وأوضحت الأوساط ان «حزب الله لا يسعى بالضرورة إلى تصعيد حرب شاملة مع إسرائيل في الوقت الحالي، ولكنه يحاول استغلال الموقف الحالي لكسب نقاط في ميزان القوى الإقليمي، مستفيدا من الانشغال الإسرائيلي بغزة. ويدرك الحزب أن التصعيد يمكن أن يجذب اهتماما دوليا أكبر ويعيد إحياء النقاش حول القضايا اللبنانية، مثل دور حزب الله في المشهد السياسي الداخلي ومسألة الحدود».

وأشارت الأوساط إلى انه «في ظل التحركات الديبلوماسية الإقليمية والدولية، فإن توسيع الحرب سيواجه رفضا من القوى الكبرى، التي تحاول الحفاظ على استقرار المنطقة. هذا التوازن يلعب دورا في ضبط إيقاع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. وقد تمارس الدول الكبرى ضغوطا على الطرفين لمنع التصعيد الشامل».

ولفتت الأوساط إلى ان «حزب الله يوازن بين استعراض قوته العسكرية وبين تجنيب جر لبنان إلى حرب مدمرة. واستهداف نتنياهو في شكل رمزي قد يكون خطوة محسوبة بعناية لإيصال رسالة دون تجاوز الخطوط الحمر في شكل كامل، وبالتالي تجنب رد إسرائيلي غير محسوب».

وترى الأوساط ان «حزب الله يخاطر بتوسيع الحرب إلى حد ما، ولكن يبدو أن كلا الطرفين حزب الله وإسرائيل، يدركان أن الحرب الشاملة لا تخدم مصالحهما في الوقت الحالي. التصعيد الحالي قد يبقى محدودا في إطار الردود التكتيكية، إلا إذا حدث تطور كبير يجعل التوسع أمرا لا مفر منه».