الحدود والمطار و “المصنع»… ماذا حصل؟
فيما تتطلع غالبية القوى السياسية واللبنانيين إلى المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة خصوصاً، كعامل استقرار للحاضر وضامن للسلم الأهلي ونواة لأي حلول وطنية في المرحلة الآتية، تبرز أحياناً أصوات مشككة من خارج القوى السياسية الرئيسية. وفي هذا السياق أثيرت أخيراً عناوين ثلاثة: واقع الحدود الجنوبية، وأمن المطار، والثالث قصف العدو لطريق المصنع. جهات مطلعة على هذه الملفات تعرض للوقائع والحقائق.
وبالنسبة للحدود الجنوبية أولاً، يقول المطّلعون، انه بات معروفاً كيف جرت معالجة الوضع هناك، بالتنسيق مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. حيث ان قيادة الجيش قد عرضت وضع الحدود، وأن لديها بعض النقاط المتقدمة مباشرةً عند الشريط الشائك، وهي مكوّنة من مواقع مراقبة، يوجد فيها ثلاثة عناصر لآ أكثر، ومهمتها هي الاستطلاع فقط والإفادة، وليس الاشتباك أو الردّ على أي عمل عسكري ضدّها. ولذلك، وضعت القيادة المسؤولين على مستوى الحكومة، وبالتنسيق دائماً مع رئيس المجلس، في هذا الأمر. فطُلب منها إجراء اللازم لحماية عناصرها. ولو اقتضى ذلك سحب هذه النقاط لعدم تعريض حياة العسكريين من دون أي جدوى. وبالتالي تمّ إعطاء التعليمات بشكل واضح لقيادة الجيش بأن يكون الاشتباك فقط في حال حصل هجوم مباشر على الجيش اللبناني.
أمّا على مستوى الوضع في مطار رفيق الحريري الدولي، فيكشف المطّلعون، عن أنه بعد جلسة مجلس الوزراء التي حضرها مسؤولو الأجهزة الأمنية وتقدّمهم قائد الجيش العماد جوزيف عون، كان كلام على إمكان استهداف المطار، فطلب مجلس الوزراء مجتمعاً من قائد الجيش، وبشكلٍ واضح ومباشر، بأن يقوم بكل الاتصالات اللازمة لحماية المطار. وتمنى على قائد الجيش أن يبادر بأسرع وقت ممكن لإجراء الاتصالات المطلوبة مع كل الجهات المعنية لحماية المطار، حيث ان الكل كان يدرك حينذاك، بأن المقصود هو الاتصالات مع الأميركيين، لتجنيب المطار أي اعتداء من قبل العدو.
وعلى الأثر، وبحسب المطلعين، قامت قيادة الجيش بالتواصل مع السفارة الأميركية، التي تمنّت بأن يقوم أحد ديبلوماسييها بزيارة إلى المطار، تماماً كما كان قد سبق وقام عدد كبير من الديبلوماسيين والسفراء في أكثر من مرة بزيارة للمطار. وقام ديبلوماسي أميركي بجولة في المطار ورفع تقريراً أدى إلى حماية المطار بشكل كامل.
وهو ما حاز شكر وتقدير المسؤولين الحكوميين كافة.
إلا أنه تبين لاحقاً، أن بعض الأصوات التي اعترضت على هذا الأمر، من خارج القوى السياسية الرئيسية، لم تنطلق من خلفية الزيارة الأميركية أو الحماية التي تمّ تأمينها للمطار. إنما اعتراضاً على ضبط «مغارة الجمارك» في المطار، فقط، حيث لاحظ المطلعون أن هذا هو السبب الرئيسي للهجمة التي أُثيرت في هذا السياق. وهي حملة لا علاقة لها بأي فريق سياسي.
أما على مستوى نقطة المصنع، وبعد الغارة على الطريق المؤدية إلى المعبر، تكرر الأمر نفسه. بحيث طلب من قيادة الجيش، التنسيق مع الأميركيين، لتأمين الغطاء العسكري اللازم، بما يسمح لفرق هندسة الجيش أو وزارة الأشغال، بردم حفر الطريق وإعادة فتحها.
وبعد تواصل مماثل مع المعنيين في عوكر، كان الردّ الأميركي، بالطلب من اللبنانيين التريث بعض الوقت. بمعنى أن الأميركيين لم يحصلوا على أي جواب من العدو. وقد قام الجيش بنقل الجواب الأميركي إلى المسؤولين في الحكومة. الذين وبدورهم طلبوا منه التريث. بعدما كانت قيادة الجيش قد أبدت استعدادها وجهوزيتها لتنفيذ أي قرار يعطى لها في هذا الشأن.
علماً أن تجربة سابقة كانت قد حصلت في إبل السقي قبل أيام، حيث أغار العدو على جرافة للجيش كانت تقوم بفتح الطريق باتجاه حاصبيا، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود اللبنانيين.